ولنبدأ بالروم.. وقبل أن أقرأ عليكم
الآيات الواردة في هذه النبوءة، أطلب من مؤرخ جالس معنا هنا أن يقوم إلى المنصة،
ويحدثنا عن الفرس والرومان في عهد محمد a.. لاشك أنكم تعرفونه جميعا، فلا ينبغي أن نتحدث عن التاريخ، والمؤرخ
معنا.
قام رجل من القاعة، وقال: أنا لا علاقة
لي بأي دين من الأديان.. ولكني سأجيبك على ضوء التاريخ.. والتاريخ وحده [1].
كانت الامبراطورية الفارسية تقع شرقي
الجزيرة العربية، علي الساحل الآخر للخليج العربي، علي حين كانت الامبراطورية
الرومانية تمتد من غربي الجزيرة علي ساحل البحر الأحمر إلي ما فوق البحر الأسود.
وقد سميت الأولى ـ أيضا ـ بالإمبراطورية
الساسانية، والأخرى بالبيزنطية، وكانت الإمبراطوريتان تصلان إلي الفرات ودجلة، في
شمال الجزيرة العربية، وكانتا أقوى حكومتين شهدهما ذلك العصر.
ويبدأ تاريخ الامبراطورية الرومانية في
القرن الثاني بعد الميلاد، وكانت تتمتع حينئذ بمكانتها كأرقي دولة حضارية في
العالم.
وقد شغل المؤرخين تاريخ زوال الروم، كما
لم يشغلهم زوال أية حضارة أخرى، وليس يغني كتاب من الكتب التي ألفت حول هذا
الموضوع عن الكتب الأخرى، ولكن يمكن اعتبار كتاب المؤرخ (إدوارد جبن) (تاريخ سقوط
واندحار الامبراطورية الرومانية) أكثرها تفصيلا وثقة، وقد ذكر المؤرخ في الجزء
الخامس من كتابه الوقائع المتعلقة بهذا الموضوع، فذكر أن الملك (قسطنطين) اعتنق
الدين المسيحي عام325م، وجعله ديانة البلاد الرسمية، فآمنت بها
[1] انظر هذه التفاصيل وغيرها في كتاب
(الإسلام يتحدى) لوحيد الدين خان.