responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 17

قلت: أجل.. فكل العلماء الذين يستنتجون القوانين يفعلون هذا.. إنهم ينطلقون من استقراء حالات معينة في فترة معينة، ثم يحكمون من خلال ذلك، ثم يعممون الحكم.

قال: فما فعلته أنت اليوم إذن بهذه المقاييس خرق للعادة!؟

قلت: يمكنك أن تقول ذلك.. بل نحن في عرفنا نصف الكثير من تصرفاتنا بأنها خارقة للعادة، أو أنها مستحيلة.

قال: فكيف أجزتم لأنفسكم ـ وأنتم الممتلئون ضعفا ـ أن تنخرق لكم العوائد، ولم تجيزوا لربكم أن يخرق العوائد لمن شاء، وكيف شاء!؟

قلت: وعيت هذا.. ولكني أعلم أن لله سننا في الكون.. وأنه لا تبديل لسنن الله، فكيف ينسجم هذا مع ما أراه؟

قال: هذا من سنن الله..

قلت: هذا خرق للعوائد.. فكيف تذكر أنه من سنن الله؟

قال: أليست السنن هي القوانين التي تحكم الأشياء؟

قلت: أجل.. فالله نظم الكون بنظام دقيق محسوب لا ينخرق.

قال: سأضرب لك مثالا يوضح لك هذا.. لقد من الله تعالى على إبراهيم u بأن جعل النار بردا وسلاما عليه، فقال تعالى:﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ (الانبياء:69)

قلت: هذا خرق للعادة.. وقد تحقق لإبراهيم u، لأنه نبي الله.. ولكن مع ذلك فإن من قومي من يستحيي من ذكر مثل هذا..

قال: نعم إن ما حصل لإبراهيم u خرق للعادة، ولكنه ليس خرقا لسنن الله.. بل هو من سنن الله.. فسنن الله مطلقة لا تتبدل، ولا تتغير.

قلت: كيف ذلك؟

قال: لقد كان إبراهيم u في تلك اللحظات يعيش حالة إيمانية عالية.. لقد ألقي في

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست