فسأعد لكم منها ما تقر به
أعينكم، وتعلمون أن الله أقرب إليكم من أنفسكم، ويمكنكم إذا اعتمدتم عليه، وتوجهتم
إليه أن يحقق كل رغباتكم بالشفاء، وبغير الشفاء.
شفاء
قال رجل من الجمع: وكيف لا
نصبر.. فحدثنا، وابدأ بحديثك عن الشفاء، فلا يحب المرضى حديثا كما يحبون من يبشرهم
بالشفاء.
عبد القادر: لقد وردت النصوص
الكثيرة الدالة على ما حصل من نبينا محمد a من شفاء المرضى ببركات دعائه، بأسانيد
كثيرة، تفيد في مجموعها حصول التواتر القطعي الذي لا يشكك فيه إلا جاحد.
وسأذكر لكم منها ما تقر به
أعينكم:
ومن ذلك ما روي في إبراء الأعمى والأرمد ومن فقئت عينه، وقد رويت في ذلك الروايات الكثيرة:
فمن ذلك ما روي أنه يوم خيبر، سأل النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: (أين علي؟)، فقيل: يا رسول الله، يشتكي
عينيه، قال: (فأرسلوا إليه)، فأتى به فبصق رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في عينيه ودعا له فبرئ، حتى كأنه لم يكن به
وجع، فأعطاه الراية[1].
ومن ذلك ما روي عن حبيب بن فديك أن أباه خرج به إلى رسول
الله a وعيناه مبيضتان لا يبصر بهما شيئا، فسأله: (ما
أصابك؟) فقال: وقعت رجلي على بيضة حية فأصيب بصري، فنفث رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في عينيه فأبصر، فرأيته وهو يدخل الخيط في
الإبرة، وانه لابن الثمانين