مواقع النجوم المترامية الأبعاد تعكس أعمارها الموغلة في القدم، والتي
تؤكد أن الكون الذي نحيا فيه ليس أزليا، بل كانت له بداية يحددها الدارسون باثني
عشر بليونا من السنين على أقل تقدير.
ومن هنا كان في القسم بمواقع النجوم إشارة إلى قدم الكون مع حدوثه، وهي
حقائق لم يتوصل إليها العلم المكتسب إلا بنهاية القرن العشرين.
فقد كان اليونانيون القدامى يصرون على أن الأرض هي مركز الكون، أو أن الشمس
هي مركز الكون، وأن كليهما ثابت لا يتحرك، غير متصورين وجود أية بنية سماوية إلا
حول الشمس.
وكان غيرهم من أصحاب المدنيات السابقة واللاحقة يؤمنون بديمومة الأرض
والنجوم، وما بها من صور المادة والطاقة، بل ظل الغربيون إلى أوائل القرن الثامن
عشر الميلادي يؤمنون بأن النجوم مثبتات بالسماء، وأن السماء بنجومها تتحرك كقطعة
واحدة حول الأرض، وأن الكون في مركزه ثابت غير متحرك، ومكون من عناصر أربعة هي
التراب، والماء، والهواء والنار وحول تلك الكرات الأربع الثابتة تتحرك السماوات.
سكت الفلكي قليلا، ثم قال: أنا إلى الآن لا أزال محتارا فيمن علم محمدا كل
هذه العلوم.. إن هذه العلوم لا يطيق بشر أن يعرفها.. فليست هي بالحدس العقلي، ولا
العرفان الوجداني، ولا المدارك الحسية.. إنها من مصدر يعرف الكون حق المعرفة.. فهل
استطاع محمد أن يتصل بذلك المصدر؟
سكت علي.. فلم يجبه.. لقد كان يكتفي بإيصال الحقائق، ثم يترك الآخرين يصلون
إلى النتائج المرتبطة بها..
النجم
الثاقب:
علي: في القرآن آية أخرى تتعلق بالنجوم.. احتار المفسرون في تحديد الفهم
المناسب