بعد انتهاء أيام المؤتمر العشرة أعلن المنظمون لذلك المؤتمر عن إقامة حفل
بالمناسبة، دعوا إليه الكثير من الهيئات والعلماء والمختصين ليغدقوا عليهم من
كرمهم من جهة، وليسمعوهم ما وصلوا إليه من نتائج من جهة أخرى.
في ذلك اليوم.. حضر جمع كثير من الناس إلى قاعة خاصة.. وكان من بينهم على
غير العادة علي الذي أذن له في حضور الحفل، بل أرسلت له دعوة خاصة لحضوره.
وقد سرني حضوره سرورا عظيما.. لست أدري سببه، ولكني شعرت أن لوجوده في ذلك
اليوم معنى خاصا.
لقد كان ذلك اليوم يوما مشهودا.. ولن أنساه ما حييت..
بدأ الحفل كالعادة بالقرآن الكريم.. ثم تلي بأنواع من الثناء العطر على
المنظمين والمساهمين والمحسنين والحاكمين.. وغيرهم كعادة الاحتفالات العربية.
ثم تلي بتقديم بعض التكريمات، والتي خصصت للعلماء الأجانب الذين جاءوا معي،
وقد طلب من العلماء أن يتقدموا إلى المنصة لينالوا تكريمهم.
فتقدموا، ثم طلب من أحدهم أن يقدم كلمة بالمناسبة.. وهنا حدثت المفاجأة التي
سبق لي أن أشرت إليها.
أخذ عالم الفلك مكبر الصوت، وقال: اسمحوا لي ـ حضرة الجمع المبارك ـ أن أقول
لكم بأني قد نلت جائزتي من أول يوم حضرت فيه هذه البلاد الطيبة.
تصور المنظمون أنه يقصدهم.. فبدت علامات السرور على وجوههم.
لكنه أخرج المصحف الصغير ـ الذي كان علي قد سلمه إياه ـ وقال: هذا المصحف هو
أغلى تكريم.. وهو أغلى هدية نلتها في حياتي.. ولو لم آت لبلادكم إلا لأجل هذا
المصحف لكان ذلك كافيا.