وهذه النتائج تشير إلى أن مثل هذا الحفظ التام لم يكن ممكناً لو أن الجسد
بقي في الماء بعض الوقت، أو لو أن البقاء خارج الماء كان طويلاً قبل أن يخضع لأولى
عمليات التحنيط.
بالإضافة إلى هذا، فقد جرت الدراسات الطبية الشرعية للمومياء بمساعدة Ceccaldi مدير مخبر الهوية القضائية في
باريس والأستاذ Durigon،
وسمحت لنا بالتحقق من وجود سبب لموت سريع كل السرعة بفعل كدمات جمجمية مخية سببت
فجوة ذات حجم كبير في مستوى صاقورة القحف مترافقة مع آفة رضية، ويتضح أن كل هذه
التحقيقات متوافقة مع قصص الكتب المقدسة التي تشير إلى أن فرعون مات حين ارتد عليه
الموج.
سكت قليلا، ثم قال: أعد علي ما قرأته.
أعاد علي قراءة الآيات، فقال: إن هذه الكلمة ﴿ فَالْيَوْمَ
نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَة﴾ خطاب لي أنا عالم
الآثار.. إنها آية كافية لتدلني على صدق القرآن وصدق محمد.
ففي العصر الذي وصل فيه القرآن للناس عن طريق محمد، كانت جثث كل الفراعنة ـ
الذين شك الناس في العصر الحديث صواباً أو خطاً أن لهم علاقة بالخروج ـ كانت
مدفونة بمقابر وادي الملوك بطيبة على الضفة الأخرى للنيل أمام مدينة الأقصر
الحالية.. وفي عصر محمد كان كل شيء مجهولاً عن هذا الأمر، ولم تكتشف هذه الجثث إلا
في نهاية القرن التاسع عشر، وبالتالي فإن جثة فرعون موسى التي مازالت ماثلة للعيان
إلى اليوم تعد شهادة مادية في جسد محنط لشخص عرف موسى، وعارض طلباته، وطارده في
هروبه ومات في أثناء تلك المطاردة، وأنقذ الله جثته من التلف التام ليصبح آية
للناس كما ذكر القرآن.
هذه المعلومة التاريخية عن مصير جثة فرعون لم تكن في حيازة أحد من البشر في
عهد محمد، ولا في العهود التي تلته.. فمن أنبأ محمدا بكل هذا، وبهذه الدقة
العجيبة!؟