وهذا هو موقف القرآن من البحث في الآثار والتنقيب عنها ودراسة أحوال أهلها
وأحوال التاريخ جميعا ،ولهذا نهى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن الدخول إلى ديار
الظلمة إلا بصحبة البكاء والخشوع ،قال a:(لا تدخلوا على هؤلاء
المعذبين إلا أن تكونوا باكين ،فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما
أصابهم)
بل ورد النهي عن الاستقاء بمائهم أو استعماله ،فعندما نزل a بالحجر في غزوة تبوك، وقد كان منازل لثمود، أمرهم أن لا يشربوا من بئرها
ولا يستقوا منها، فقالوا:قد عجنا منها واستقينا، فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين
ويهريقوا ذلك الماء.
عالم الآثار: هذا الأمر العام.. وهو يدل على عمق المعاني التي ينطلق منها
القرآن.. فهل ورد في القرآن بعض التفاصيل المرتبطة بهذا؟
علي: مثل ماذا؟
عالم الآثار: مثل ما كنت تقرؤه..
علي: القرآن الكريم يقص علينا أخبار الأمم، لنأخذ منها العبرة.
عالم الآثار: فاقرأ علي مثلما كنت تقرأ لأقارن ذلك بما ورد في علم الآثار.
نجاة
فرعون ببدنه:
علي: فلنواصل الحديث عن المصريين.. لقد ذكر القرآن الكريم نجاة بدن فرعون
وحفظه لها لتكون آية لمن خلفه، فقال تعالى:﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي
إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا
حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا
الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)
آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ
نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ