قال: لقد رأى العلماء في التدرج في تخليق العناصر المختلفة بعملية الاندماج
النووي ـ في داخل النجوم أو أثناء انفجارها على هيئة فوق المستعرات ـ صورة مبسطة
لعملية الخلق الأول.
وهذا يدعم نظرية الانفجار العظيم، ويعين الإنسان على فهم آلياتها.
قلت: وهل تأكدوا حقيقة من هذه النظريات؟
قال: أجل.. فالحسابات النظرية لتخليق العناصر بعملية الاندماج النووي تدعمها
التجارب المختبرية على معدلات تفاعل الجسيمات الأولية للمادة مع نوى بعض العناصر.
التفت الفلكي إلي، وقال: أرى أن كل هذه الأدلة تكفي لإقناعك بنظرية الانفجار
الكوني العظيم.. أم تريد غيرها من الأدلة..
قلت: تكفيني هذه الأدلة.
الفلكي: إن هذه الأدلة هي التي جعلت هذه النظرية أكثر النظريات المفسرة
لنشأة الكون قبولاً في الأوساط العلمية اليوم.
الانفجار العظيم:
ما وصل من حديثه إلى هذا الموضع حتى سمعنا صوت رقيقا يقرأ قوله
تعالى:﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا
بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ
﴾ (الانبياء:104)
انتفض صاحبي الفلكي من مكانه، وقال: من يقرأ هذا؟.. وما الذي يقرأ؟
التفت، فرأيت عليا واقفا قريبا منا، وأنه هو الذي يقرأ الآية.. أسرع إليه
صاحبي، وقال: أعد ما كنت تقرأ.