ولقد قام طبيب الجراثيم (ساكيت) باختبار أثر العسل على الجراثيم، بالتجربة
العلمية.. فزرع جراثيم مختلفة الأمراض في العسل الصافي، وأخذ يترقب النتائج، وكانت
دهشته عظيمة عندما رأى أن أنواعاً من هذه الجراثيم قد ماتت خلال بضع ساعات، في حين
أن أشدها قوة لم تستطع البقاء حية خلال بضعة أيام.
لقد ماتت طفيليات الزحار (الديزيتريا) بعد عشر ساعات من زرعها في العسل،
وماتت جراثيم حمى الأمعاء (التيفوئيد) بعد أربع وعشرين ساعة، أما جراثيم الالتهاب
الرئوي، فقد ماتت في اليوم الرابع، وهكذا لم تجد الجراثيم في العسل إلا قاتلاً
ومبيداً لها.
ثم إن العسل الذي يتألف بصورة رئيسة من سكر العنب يمكن استعماله في كل
الاستطبابات المبنية على الخواص العلاجية لهذا النوع من السكر، كأمراض الدورة
الدموية، وزيادة التوتر والنزيف المعوي، وقروح المعدة، وبعض أمراض المعي في
الأطفال، وأمراض معدية مختلفة مثل التيفوس والحمى القرمزية والحصبة وغيرها..
بالإضافة إلى أنه علاج ناجح للتسمم بأنواعه.
ويحتوي العسل على عامل فعال جداً له تأثير كبير على الخضاب الدموي (الهيموغلوبين)،
وقد جرت دراسات حول هذا الأمر في بعض المصحات السويسرية أكدت التأثير الفعال على
خضاب الدم حيث ازدادت قوام الخضاب في الدم من 57 بالمائة إلى 80 بالمائةفي الأسبوع
الأول أي بعد أسبوع واحد من المعالجة بالعسل، كما لوحظت زيادة في وزن الأطفال
الذين يتناولون العسل الزيادة في الأطفال الذين لا يعطون عسلاًَ.
وقد ثبت لدكتور (كرينتسكي) أن العسل يسرع في شفاء الجروح.. وعلل ذلك المادة
التي تنشط نمو الخلايا وانقسامها (الطبيعي)، وهو الأمر الذي يسرع في شفاء الجروح.
وقد دلت الإحصائيات التي أجريت في عام 1946 على نجاعة العسل في شفاء
الجروح، ذلك أن الدكتور: (س. سميرنوف) الأستاذ في معهد تومسك الطبي استعمل العسل
في علاج