الطبيب: صدق
نبيكم، ونصحكم غاية النصح[1]، فالكلب مصدر أمراض خطيرة، لعل
أشهرها داء الكلب، وهومرض خمجيٌّ خطير ٌ ينجم عن الإصابة بحمةٍ راشحةٍ، هي حمة
الكلَّب، هذه الحمة لها انجذاب عصبي في حال دخولها للجسم، كما أن نهاية المرض
مميتةٌ في كل الأحوال.
وتحصل الإصابة بمجرد دخول لعاب الحيوان
المصاب إلى دم الإنسان سواء بعضه أو بملامسته، أو بأن توجد سحجة ٌ، أو جرح في
الجلد، وفي هذه الحالة تنجذب الحمة إلى الأعصاب ،وتنتشر في كل الجملة العصبية،
مؤدية إلى التهاب دماغ مميت.
علي: فما سر
أمره a بالغسل بالتراب؟
الطبيب: إن
الحمة المسببة للمرض متناهية في الصغر، وكلما قلَّ حجم الحمة ازداد خطرها، لازدياد
إمكانية تعلقها بجدار الإناء، والتصاقها به، والغسل بالتراب أقوى من الغسل بالماء،
لأن التراب يسحب اللعاب، ويسحب الفيروسات الموجودة فيه بقوةٍ أكثر من إمرارالماء،
أو اليد على جدار الإناء، وذلك بسبب الفرق في الضغط الحلولي بين السائل (لعاب
الكلب) وبين التراب.
القوة:
الطبيب: عرفت الركن الثالث من أركان الوقاية، فما الركن الرابع؟
علي: هو ما
عبر الله تعالى عنه بقوله:﴿ وَأَعِدُّوا
لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ
عَدُواللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ((لأنفال:
60)
ففي هذه الآية إشارة إلى استعمال كل
الأساليب التي تحفظ القوى التي وهبها الله للإنسان.. ولتحقيق هذا وردت النصوص الكثيرة الحاثة على التغذية
السليمة، والرياضة..
[1]) انظر:
الإعجاز الطبي في السنة النبوية، للدكتور كمال المويل دار ابن كثير، دمشق.