الهواجس، ونبذ انشغال الفكر بالغير والبعد ما أمكن عن الانفعالات النفسية.
وقد يسبب الحسد مرض السوداء [ المانخوليا ] عند الحاسد وحبه للوحدة والعزلة
غير ما يؤدي إليه من ارتباك العقل وعدم القدرة على التركيز، وكم سبب الحسد عند
صاحبه من عقد نفسية وتركت عنده أمراضاً لا يمحى أثرها.
الطهارة:
الطبيب: عرفت الركن الأول من أركان الوقاية، فما الركن الثاني؟
علي: الطهارة.. فلا يوجد دين في الدنيا يحرص على الطهارة كما يحرص عليها
الإسلام، ولا يوجد في الأرض من هو أحرص على الطهارة من المسلمين.
فقد أخبر الله تعالى عن حب المؤمنين للطهارة، وحب الله للمتطهرين، فقال تعالى:{ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ
يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}(التوبة:108)
ولهذا أمر الله نبيه إبراهيم u أن يطهر بيته، لأن البيت المتنجس لا يصلح لعبادة الله، فقال تعالى:{ وَإِذْ
بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً
وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}(الحج:26)
وأخبر عن الآثار النفسية التي تحدثها الطهارة، فقال:{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ
النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى
قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ}(لأنفال:11)
ولم تكتف الشريعة بمصادرها المختلفة بالحض على النظافة، وأنواع التطهر،
وإنما شرعت لذلك الشرائع المختلفة، بل ربطتها بالنواحي التعبدية، بل جعلتها مفاتيح
لأنواع التعبدات.
ولهذا نجد فقه الطهارة أول ما يتعلمه طالب الشريعة، فهو أول الأبواب
الفقهية، بل نجد