سرنا إلى القاعة الثانية، وهي القاعة المخصصة للعلاج الوقائي، فقال علي: في
هذه القاعة نقوم بتصحيح الأخطاء الكثيرة التي يقع فيها المرضى، والتي تتسبب في
الأمراض التي يقعون فيها.
ولهذه القاعة بالإضافة إلى استقبالها المرضى فرع إعلامي ينشر الوعي الصحي في
المجتمع، وينشر معها مبادئ الوقاية التي جاء بها قرآننا وهدي نبينا.
ابتسم الطبيب، وقال: أنا لا أزال أتحير في علاقة الدين بالطب.
علي: ولم تتحير؟
الطبيب: أنا أرى أن الطب للمعامل، والدين للمساجد والكنائس.
علي: عندما تنحرف الأديان عن أدوراها تخاطب أجزاء الإنسان لا الإنسان،
ولكنها عندما تعي ما أنيط بها من دور تخاطب الإنسان ككل، وهكذا فعل الإسلام، فقد
استوى أمره لنا بعبادة الله بأمرنا بحفظ أجسادنا وقوانا.. لأنا لا نستطيع أن نعبد
الله بأجسام مهزولة.
الطبيب: فعلام يعتمد الطب الوقائي الذي تعلمونه في هذا المستشفى؟
علي: على أربعة أركان لا تتم الوقاية إلا بها.
الاستقامة:
الطبيب: فما أولها؟
علي: الاستقامة.. فليس على الجسد ما هو أخطر عليه من انحراف صاحبه..
فالانحراف هو الفيروس الذي لا يفطن له الأطباء.
الطبيب: فهل فطن له نبيكم؟
علي: أجل.. ولذلك نصحنا، وبالغ في نصحنا، ولم يترك محلا من الخير لأجسادنا