وفي الأخير يتم التصنيع في الضرع، والضرع مدينة صناعية، وهو يتكون من فصوص،
وكل فص يتكون من عدد من الفصيصات، وكل فصيص يحتوي ما بين 150-220 حويصلة مجهرية، والحويصلة
المجهرية عبارة عن تركيب يشبه الكيس حيث يصنع اللبن ويفرز. وكل حويصلة تعد وحدة
صناعية مستقلة متكونة من تجويف لجمع اللبن محاط بطبقة واحدة من الخلايا الطلائية
(الظهارية)، وكل خلية في هذه الوحدة الصناعية وحدة متكاملة قائمة بذاتها تحول ما
بداخل جوفها من مواد أولية قادمة من الدم إلى قطيرة لبن تفرز في ذلك التجويف.
إن الخلية الطلائية (الظهارية) اللبنية هي التي يجعل الله داخلها جميع
عمليات تصنيع اللبن بمكوناته المختلفة، فتصل المكونات الأساسية للبن إلى الغشاء
القاعدي للخلية اللبنية فيأخذ كل مكون طريقه عبرها ليصل إلى القسم المناسب داخل
الخلية حيث تجري عليه العمليات التي قدرها عالم السر وأخفى سبحانه فيخرج من الجهة
العليا للخلية مادة جديدة تشكل مع المواد الأخرى الناتجة لبناً سائغاً للشاربين.
التمر:
علي: ومن الأغذية التي ورد الثناء عليها في النصوص، باعتبارها من الأغذية
المباركة التمر.. فقد ورد الثناء على شجرته، فشبهت بالكلمة الدالة على الإيمان،
فقال تعالى:﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً
طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ
تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}(ابراهيم:24 ـ 25) [1]
[1] النص ورد
عاما، والمفسرون فسروا هذه الشجرة بالنخلة، ولا شك أن هذا الوصف تتحقق به النخلة،
ولكنه لا يمنع من دخول غيرها.