علي: لقد وردت النصوص بعد ذلك كله بتحريم كل ضار.. فقال a:( لا ضرر ولا ضرار)، فلذلك لم تكتف النصوص بما ذكرته من أصناف المحرمات، بل
ضمت إليه كل خبيث، قال تعالى:﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ
النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي
التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ
الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي
أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ (لأعراف:157)
والخبائث هي كل ما لم يتناسب مع الطبع الإنساني السليم، ويدخل فيه كل ما
ذكرته من أصناف الأطعمة الضارة التي لم يعرفها إلا أهل عصرنا.
الغذاء الطيب
عالم الغذاء: عرفت ما ورد في القرآن من ذكر الغذاء الخبيث، وعرفت مدى نصح
دينكم لكم، فما الغذاء الطيب؟
علي: الغذاء الطيب هو ما عدا الغذاء الخبيث، وهو كل ما أبيح من الأطعمة
والأشربة بشرط أن يكون صاحبها اكتسبها من طريق حلال.
وقد وردت النصوص الكثيرة بإباحتها، قال تعالى:﴿ يَسْأَلونَكَ مَاذَا
أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ﴾ (المائدة: 4)
بل إن النصوص تشير إلى تنويع الطيبات لتشمل الخيرات المنتشرة في العالم،
والتي تمتلئ بها أرض الله، قال تعالى:﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ
الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ
حِلٌّ لَهُمْ ﴾ (المائدة: 5)
والقرآن الكريم ينهانا أن نسلك مسلك الرهبان الذي حرموا طيبات الله التي
أباحها لهم، والتي قد لا يستقيم كيانهم إلا بها، فقال تعالى:﴿ قُلْ مَنْ
حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ