إن الغذاء المبارك لا يمكن أن يضم لحم خنزير، ولا لحم ميتة، ولا دما مسفوحا،
ولا منخنقة، ولا موقوذة، ولا متردية، ولا ما أكل السبع..
بالإضافة إلى هذا حرم النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنواعا أخرى من الأطعمة
كذوات الناب من السباع، وذوات المخلب من الطيور.. وغيرها[1].
عالم الغذاء: أصدقك القول.. إن كل ما ذكرته من الأغذية المحرمة هو من
الأغذية التي حرمتها على نفسي قبل أن تذكر أنت تحريمها.. بل إني أحاضر المحاضرات
الطوال في إثبات تحريمها.
علي: فكيف اهتديت إلى ذلك؟
عالم الغذاء: لقد هداني العلم بوسائله الكثيرة، وهدتني التجارب الطويلة التي
مرت بها البشرية..
علي: لقد كفانا الله إذن أن نكون فئران تجارب، فنهانا عما يضرنا من غير أن
يصيبنا ما يضرنا.
عالم الغذاء: أجل.. وقد نصحكم دينكم ونبيكم.
علي: فحدثني عما توصل إليه العلم في هذا الميدان، لأضم إلى العبودية الحكمة.
الخنزير:
عالم الغذاء: فلنبدأ بالخنزير.. فإني أرى القرآن قد وصفه في كل الآيات التي
قرأتها بجانب الأغذية المحرمة.
[1] هناك حيوانات أخرى، وقع الخلاف فيها
بين المذاهب الإسلامية المختلفة، وبما أن الغرض من هذه السلسلة توضيح حقائق
الإسلام الكبرى، فإنا لم نهتم بطرح المختلف فيه، لأن محلها كتب الفقه.