في اليوم الثامن.. كان موضوع المحاضرات يتناول الغذاء في القرآن الكريم.
وقد تناولت المحاضرات الملقاة أنواع الأطعمة الواردة في القرآن الكريم، وما
يرتبط بالأغذية من أحكام شرعية.. وكان أكثر الكلام فيها فقهيا.. كما كان أكثر
المستدعين لها فقهاء.. وفقهاء امتلأوا بفقه التراث من غير أن يلموا بالواقع.. ومن
غير أن يعرفوا ما حصل للغذاء من أنواع الفساد.
وقد ألقى صاحبي عالم التغذية محاضرته.. وقد حاول أن يعبر فيها عن تصوراته للغذاء
السليم..
وصاحبي هذا يمزج بين مدارس مختلفة في التغذية، فهو من ناحية يميل إلى مدرسة
الماكروبيوتيك في انتقادها الشديد للتغذية الحديثة.. وللسموم التي أفرزتها.
وهو من ناحية أخرى لا يرى كثيرا مما تراه من الغلو في بعض الأمور التي
تتطلبها الصحة..
لقد كان من مدرسة خاصة.. تمزج بين مدارس مختلفة.
في ذلك اليوم طلب مني علي ـ عبر صديقه حذيفة ـ أن يستضيفنا في مطعم لا يبعد
كثيرا عن الفندق الذي نقيم فيه.
كان اسم المطعم (مطعم البركة).. كان اسما جميلا وافق هوى كبيرا في نفس صاحبي
عالم الغذاء.. فقد كان يؤمن بما يسمى بالبركة، وكان يشنع على أهل عصرنا غلوهم في
الجانب المادي، وإهمالهم للجانب الروحي الذي أودعه الله في الأشياء.
في مدخل المطعم وجدنا لافتة مكتوبا عليها قوله a:(هلم إلى الغذاء المبارك) [1]
[1]رواه أبو داود
والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما