أوعية دموية، وغيرها)، لأنه يحتوي على الخلايا الأم للكائن الحي وهذه
المعلومة الطبية الهامة (في علم الأنسجة والأورام) تثبت أن عجب الذنب (عظم العصعص
في نهاية العمود الفقري) يحتوي على الخلايا الأم الرئيسة The Stem cells التي تتضمن كافة المعلومات الوراثية عن ذلك الكائن (كالإنسان مثلاً) والتي
جاءت وكما ذكرنا سابقاً من ضمور الشريط الأولي في الأسابيع الأولى لخلق الجنين
وتمركزها في نهايته والذي سيمثل في المستقبل عظم العصعص (عجب الذنب) والذي يمكن
تشبيهه كالصندوق الأسود في الطائرة الذي يحوي كافة المعلومات عنها.
وهذه المعلومة تتلخص بأن جميع الأورام (الحميدة والسرطانية) التي تنشأ من
نسيج معين كالعظم أو العضلة أو الغدد اللمفاوية أو الأمعاء تتكون عادة من نفس
خلايا ذلك النسيج الذي نشأت منه، فالورم العظمي مثلاً يتكون من خلايا العظم
والأورام اللمفاوية من خلايا الغدد اللمفاوية، وهكذا ولكن الورم الذي ينشأ من عظم
العصعص (عجب الذنب) يتكون عادة من خليط متنوع من جميع أنسجة وخلايا الجسم ويسمى The Teratoma-Toti
potent cells(الورم
المتعدد الخلايا) فهو يحتوي على خلايا عظمية ولمفاوية وعضلية وغيرها، وحتى الشعر
مما يثبت أن خلايا عجب الذنب تحتوي في أنويتها على الخلايا الرئيسية التي تتألف
منها جميع الأنسجة في الجسم.
بالإضافة إلى هذا كله، فإن فكرة إعادة خلق كائن حي من جزء منه كانت غريبة
إلى وقت قريب، لكن نجاح استنساخ (استنسال) بعض الحيوانات والأبحاث الجارية حول
الاستنساخ البشري ـ الذي يعتبر العلماء أن مسألة نجاحه اليوم باتت مسألة وقت لا
غيرها ـ قد أزالت العجب عن هذه الفكرة ـ فكرة إعادة خلق كائن حي من جزء منه وهو
نواة خلية واحدة فقط تحمل كافة المورثات (الجينات).
^^^
ما وصل الحديث بنا إلى هذا الموضع حتى ارتفع آذان المغرب، فبدا سرور عظيم
على