ثم يتحول إلى مرحلة المضغة في اليومين 25-26 ويكون هذا التحول سريعاً جداً،
ويبدأ الجنين خلال آخر يوم أو يومين من مرحلة العلقة إتخاذ بعض خصائص المضغة،
فتأخذ الفلقات في الظهور لتصبح معلماً بارزاً لهذا الطور.
العظام واللحم:
علي: لقد ذكر الله تعالى المرحلة الرابعة من مراحل الجنين، والتي تتشكل فيها
العظام واللحم، فقال:﴿ فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا
الْعِظَامَ لَحْماً} (المؤمنون: 14)، وقال في الآية الأخرى التي تصف
البعث:﴿ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا
لَحْماً} (البقرة: 259)
فهاتان الآيتان تشيران إلى أن طور العظام يأتي بعد طور المضغة، وأن المضغة
قد تطورت لديها عناصر هيكلية، وقد سمى القرآن الكريم الطور الذي يلي المضغة
بالعظام، لأن الجنين يأخذ شكل العظام، بانتشار الهيكل العظمي في هذا الطور.
ويشير حرف العطف (ف) في الآية الكريمة إلى أن طور العظام ينمو بعد طور
المضغة بفترة قصيرة.
ألكسيس: لقد صدق القرآن في هذا وسبق.. وإن في ذلك لعجبا.. فقد ظل المختصون
في علم الأجنة، حتى فترة قريبة يفترضون أن العظام والعضلات تتكون في وقت واحد ولكن
الأبحاث المكروسكوبية المتطورة التي أمكن إجراؤها بفضل التطور التقني كشفت أن
الحقيقة ما ذكرته هذه الآيات.
فقد أثبتت هذه الأبحاث الميكروسكوبية أن تطور الجنين داخل رحم الأم يتم كما
وصفته آيات القرآن، فأولاً تتكون الأنسجة الغضروفية التي تتحول إلى عظام الجنين،
ثم تكون بعدها خلايا العضلات ثم تتجمع مع بعضها، وتتكون لتلتف حول العظام[1].
[1]انظر: كتاب
معجزة القرآن الكريم تأليف هارون يحيى.