ألكسيس: كل ما ذكره القرآن في هذا ينطبق على هذه المرحلة.. حيث تستغرق هذه
العملية أكثر من أسبوع حتى تلتصق النطفة بالمشيمة البدائية بواسطة ساق موصلة تصبح
فيما بعد الحبل السري.. وفي أثناء عملية الحرث تفقد النطفة شكلها لتتهيأ لأخذ شكل
جديد هو: العلقة، الذي يبدأ بتعلق الجنين بالمشيمة.. وهذا يتفق مع المعنى (التعلق
بالشيء) الذي يعتبر أحد مدلولات (كلمة علقة)، أما إذا أخذنا المعنى الحرفي للعلقة
(دودة عالقة) فإننا نجد أن الجنين يفقد شكله المستدير ويستطيل حتى يأخذ شكل
الدودة.. ثم يبدأ في التغذي من دماء الأم، مثلما تفعل الدودة العالقة، إذ تتغذى من
دماء الكائنات الأخرى، ويحاط الجنين بمائع مخاطي تماماً، مثلما تحاط الدودة
بالماء.
ويبين اللفظ القرآني (علقة) هذا المعنى بوضوح طبقاً لمظهر وملامح الجنين في
هذه المرحلة.
وطبقاً لمعنى (دم جامد أو غليظ) للفظ العلقة، نجد أن المظهر الخارجي للجنين
وأكياسه يتشابه مع الدم المتخثر الجامد الغليظ، لأن القلب الأولي وكيس المشيمة،
ومجموعة الأوعية الدموية القلبية تظهر في هذه المرحلة.
علي: بالإضافة إلى هذا، فإن الدلالات الواردة في الآيات المذكورة فيما يتعلق
بالفترة التي تتحول فيما النطقة إلى علقة، تأتي من حرف العطف (ثم) الذي يدل على
انقضاء فترة زمنية حتى يتحقق التحول إلى الطور الجديد.. فقد أظهر القرآن الكريم
التحول البطيء من النطفة إلى العلقة باستعمال حرف العطف (ثم)
المضغة:
علي: لقد ذكر الله تعالى المرحلة الثالثة من مراحل الجنين، والتي سماها
المضغة، فقال:﴿ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} (الحج:
5)، وقال:﴿ فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً} (المؤمنون: 14)