علي: لو كان هذا من ذاك ما سمع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الحيوانات، وهي تحدثه، ألم يرد في النصوص أن جملا جاء إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يشكو صاحبه، فقد دخل
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حائطا لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل، فلما رأى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم حن وذرفت عيناه فأتاه رسول الله r فمسح ذفراه فسكت فقال: من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال a:( أفلا تتقى الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إلى أنك
تجيعه وتذيبه) [1]
حذيفة: صدقت.. ولكن ذلك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
علي: لا بأس.. فقد أخبر a عند ذكره لعلامات
الساعة:(والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنسان، وحتى تكلم الرجل
عذبة سوطه وشراك نعله وتخبره فخذه بما أحدث أهله من بعده) [2]
حذيفة: صدقت.. ولم أرد أن أجادلك في هذا.. ولكني أحببت أن أسمع منك ما
ذكرته.. وإلا فإن النصوص الكثيرة تطفح بمثل هذا، ولكني أخشى أن يتسرب بعض هذا
الحديث لمن لا يعون الحقائق، فيجعلون ذلك مسبة للإسلام.
علي: لا.. لن يفعلوا.. وإن فعلوا، فإن أول من يثور في وجههم هم علماء
الحيوان أنفسهم.
حذيفة: كيف ذلك؟
علي: لأن علم الحيوان لا يسير نحو إثبات لغة الحيوان فقط، بل يسير نحو
محاولة فهمها.
وسأضرب لك مثالا عن لغة من لغات الحيوانات، وهي لغة الرائحة، فقد أثبتت