البقر:
سار علي وحذيفة إلى قفص آخر، وضعت فيه البقار بأنواعها وألوانها المختلفة، فقال حذيفة: لقد ذكر القرآن الكريم كثيرا عالم البقر.. منها ما ورد في سورة البقرة، وهي قوله تعالى:﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُون قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ﴾ (البقرة: 68-71)
علي: ما تقرأ في هذه الآية؟
حذيفة: هذه قصة البقرة.. وقد قال فيها كعب الأحبار ووهب بن منبه..
قاطعه علي بقوة، وقال: ألم أنبهك أكثر من مرة أن لا تعيد ذكر هذين الرجلين أمامي؟
حذيفة: لم.. فقد كانا من الصالحين.
علي: أنا لا يهمني صلاحهما أو فسادهما.. أنا أتهم جرأتهما على التفسير..
حذيفة: لقد اهتم المفسرون بنقل تفسيرهما.
علي: لقد شوهوا تفاسيرهم بنقل أقوالهم.. حقائق القرآن الكريم أعظم من أن تفسر أو تنحصر معانيها في تلك الأساطير التي يرويها هذان الرجلان.
حذيفة: فما الذي تستفيده أنت من هذه الآيات غير قصة البقرة؟
علي: فوائد لا تكاد تحصى.. ولكنا ـ بما أنا هنا في هذه الحديقة ـ فسأكتفي بإشارة لطيفة يمكن استفادتها مما قرأته من الآيات.
حذيفة: ما هي.. فما أجمل الإشارات القرآنية.
علي: في هذه الآيات إشارة لكيفية اختيار الأبقار الممتازة..