علي: ولهذا كان المبدأ الزراعي الثاني الذي وردت به الكثير من النصوص هو
التشجيع على الزراعة.
وأول ذلك إخبار القرآن الكريم بأن حب الزراعة والنباتات فطرة فطر عليها
الإنسان، قال تعالى:﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ
النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ
وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ
مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ (آل
عمران:14)
وقد أخبر a عن الأجر العظيم الذي يناله من زرع زرعا أو غرس غرسا، فقال:(ما من مسلم
يغرس غرسا أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة) [1]
بل أمر بالاهتمام بالغرس، ولو في أحرج الساعات، فقال: (إذا قامت الساعة وفي
يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم الساعة حتى يغرسها فليغرسها) [2]
علي: والركن الثالث الذي يعتمد عليه النظام الزراعي ـ كما ورد في النصوص ـ
هو الماء، فلا بد من توفير الماء لضمان المحصول الزراعي، فلهذا يرتبط ذكر الماء في
القرآن الكريم بالحياة وبالإحياء.. فالماء هو الركيزة الأساسية لأي نظام زراعي،
قال تعالى:﴿ وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا (14)
لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً(16)﴾(النبأ)