ويخرج بهذا القيد البحر السطحي الذي لا توجد فيه هذه الظلمات.
البرزخ
بين البحرين:
علي: لقد وردت آيات في القرآن تتحدث عن وجود برزخ بين البحار، ففسرها لي بما
هداك إليه علمك.
عالم المياه: أتحدث القرآن عن هذا؟.. إن هذا عجيب حقا.
علي: لقد قال تعالى يصف هذه الظاهرة:﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ
يَلْتَقِيَانِ(19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ(20) فَبِأَيِّ آلاء
رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ
وَالْمَرْجَانُ22﴾ (الرحمن:19-22)، وقال:﴿ وَجَعَلَ بَيْنَ
الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ﴾ (النمل:61).
عالم المياه: إن هذه آيات عجيبة تصف ظاهرة يستحيل على من عاش في غير هذا
العصر أن يصفها.
علي: ما هي هذه الظاهرة؟.. وكيف توصل البشر إليها؟
عالم المياه: لقد توصل علماء البحار بعد تقدم العلوم في هذا العصر، إلى
اكتشاف الحاجز بين البحرين، فوجدوا أن هناك برزخاً يفصل بين كل بحرين، ويتحرك
بينهما، ويسميه علماء البحار الجبهة تشبيهاً له بالجبهة التي تفصل بين جيشين.
وبوجود هذا البرزخ يحافظ كل بحر على خصائصه التي قدرها الله له، ويكون
مناسباً لما فيه من كائنات حية تعيش في تلك البيئة.
ومع وجود هذا البرزخ فإن البحرين المتجاورين يختلطان اختلاطاً بطيئاً، يجعل
القدر من المياه الذي يعبر من بحر إلى بحر آخر يكتسب خصائص البحر الذي ينتقل إليه
عن طريق البرزخ الذي يقوم بعملية التقليب للمياة العابرة من بحرٍ إلى بحر؛ ليبقى
كل بحرٍ محافظاً على خصائصه.