أليست البحار هي التي تشكل 71 بالمائة من مساحة الأرض في حين أن مساحة البر
لا تتعدى 29 بالمائة؟
عالم المياه: أجل.. وما علاقة ذلك بالقرآن؟
علي: القرآن يتحدث عن الأشياء بحسب أهميتها.. وما دام للبحار هذه الأهمية،
فمن المستحيل أن لا يتحدث عنها القرآن.
لقد ضرب الله المثل بالبحر في الاتساع والعظمة، فقال:﴿ قُلْ لَوْ
كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ
تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} (الكهف:109)
واعتبر البحار، وما فيها من أنواع النعم من آيات الله لعباده، قال
تعالى:﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ
وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ
بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ
وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ
يَعْقِلُونَ} (البقرة:164)
وآيات أخرى كثيرة سألتمس منك في هذا المجلس أن تفسرها لي.. فلا يتحدث في
آيات البحار إلا علماء البحار.
عالم المياه: يشرفني أن أخدم بعلمي هذا الكتاب العظيم الذي اتسع لكل هذه
الحقائق.
أصل
البحار:
علي: ألتمس منك قبل أن نتحدث عن الآيات الخاصة بالبحار أن تحدثني عن أصلها،
فقد أمرنا الله بالبحث عن أصول الأشياء، فقال:﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ
فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ