في أعلى وأوسط الغيمة، ويبدأ نزول البرد من مناطق محددة أيضاً، وهذا ما نص
عليه قوله تعالى:﴿ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ
بَرَدٍ﴾
وقد استخدم القرآن الكريم كلمة (جبال)، والعلماء يستخدمون كلمة (أبراج) من
الغيوم، لأنهم وجدوا أن شكل الغيوم التي تحوي البرَد يشبه البرج.
وبما أن البرد لا يوجد في جميع أجزاء الغيمة، بل في مناطق محددة فيها، وينزل
من مناطق محددة أيضاً وليس من الغيمة كلها، قال تعالى:﴿ مِنْ
بَرَدٍ﴾، ولم يقل (وينزل البرَد)
وبما أن قسماً كبيراً من البرد المتشكل يذوب قبل وصوله إلى الأرض، وقسماً آخر
يذوب داخل الغيمة، فقد جاء في الآية ما يشير إلى هذا، فقال تعالى:﴿
فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ﴾.. فالله
تعالى يصيب بهذا البرد من يشاء، فتجد أن حبات البرد تبقى متجمدة حتى تصل إلى
الأرض، ويصرف الله تعالى هذا البرد عمن يشاء من خلال ذوبان الجزء الأكبر من حبات
البرد وعدم وصولها إلى الأرض.