انتفض عالم المياه، وقال: صدق القرآن.. إنه يعبر عن الحقيقة بكل دقة وجمال،
إن الماء ليس مجرد سائل كسائر السوائل.. إنه سر الحياة.. إنه الركيزة الكبرى في
حياة الكائنات الحية، وعليه تتوقف جميع العمليات الحيوية فيها.
قلت: ما سر اختصاص الماء بهذه القدرات العجيبة؟
قال: يرجع ذلك إلى الخواص الفريدة للماء، والتي تجعله بحق سائل الحياة:
فمن خصائصه أنه يذيب العديد من المواد أكثر من أي سائل آخر، ويرجع هذا إلى
مقدرة الماء العالية في فصل الجزيئات المتأينة وغير المتأينة بعيداً عن بعضها
البعض.
وللماء حرارة نوعية عالية مقارنة بالكثير من السوائل، فله حرارة تبخر،
وحرارة كامنة عاليتان بصورة غير عادية، وتساعد هاتان الخاصيتان على بقاء الماء
بصورته السائلة في درجات حرارة مختلفة، بل تجعله صالحاً لحياة الكائنات الحية في
درجات حرارة عالية أومنخفضة نسبياً.
ومع أن معظم المواد تكون عند أعلى كثافة لها في درجة التجمد، ولكن الماء يشذ
عنها، حيث له أعلى كثافة عند درجة 4س، وهذه الخاصية مهمة للأحياء المائية البحرية،
حيث يطفو الجليد على سطح الماء، وبذلك يعمل عازلاً لما تحته، ويمنع الماء السفلي
من التجمد، وهذا يحمي الكائنات البحرية من الهلاك والتجمد.
والماء شفاف قابل لنفاذية الموجات الضوئية المرئية، وبذلك يصل الضوء إلى
أعماق كبيرة في البحار، وإلى داخل أوراق النباتات الأرضية، فتتم عملية البناء
الضوئي فيها.
وللماء خاصية شد سطحي أعلى من كل السوائل المعروفة، عدا الزئبق وهذه الخاصية