الملاحظة والتجريب، بينما تعبر نظرية التطور، من ناحية أخرى، عن فرضية متصلة
بماض لا يمكن إخضاعه للملاحظة.
داروين: فلنفرض أن نظرية التطور انهارت.. فما البديل العلمي الذي تراه؟
علي: كل الأدلة العلمية تشهد لله بأنه مصمم الحياة.. ولذلك فالبديل العلمي
بكل بساطة هو أن كل حي من الأحياء خلقه الله عالما قائما بذاته ليؤدي دورا معينا
في هذه الحياة..
ولهذا فإن الله يعبر عما نراه من أشياء بأنها عوالم قائمة بذاتها.. لكل عالم
طبيعته وخصائصه، ففي أول سورة من القرآن الكريم نجد قوله تعالى:﴿
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (الفاتحة:2)
بل إن الله يعتبر كل حي من الأحياء أمة قائمة بذاتها، كما قال
تعالى:﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ
بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ
شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } (الأنعام:38)
والله تعالى يعتبر التنوع مقصودا من أول الخلق، فهو يقول:﴿
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى
بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى
أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
﴾ (النور:45)