البكتيريا وبعض الكائنات وحيدة الخلية التى لم تتميز بعد على أنها نبات أو
حيوان.
ومن هذا الأصل المشترك لجميع الكائنات نبت فرعان من الخلايا المجهرية ـ أى
التى لا ترى إلا بواسطة المجاهر المكبرة ـ تولد من أحدهما النبات، ومن الآخر
الحيوان.
أما فرع الحلايا المكونة للنباتات، فسرعان ما استحدثت طريقة عجيبة لتركيب
مادة الكلوروفيل الخضراء في هيكلها لتكسب بها الطاقة من ضوء الشمس، وتستعين بها
على استخلاص الكربون من غاز ثانى أكسيد الكربون الموجود في الجو، ثم تحويله إلى
مواد سكرية ونشوية، وكان هذا بدء ممارسة عملية التمثيل الضوئى لنمو النبات.
ثم إن الخلايا أخذت تحيط أجسامها الدقيقة بجدران من هذه المواد الكربونية في
هيئة السليولوز، وكانت تستعمل الطاقة التى تنبعث في أجسامها نتيجه التمثيل الضوئى
داخل هذه الجدران في التحرك.
ثم إن هذه الخلايا كانت كائنات متناهية في الدقة تعيش في غير جلبة أو ضوضاء،
ويأتيها رزقها رغدا من الهواء وماء البحر وأملاحه.
وبعد زمن طويل مضى على هذه الخلايا، وهى تنمو وتتطور نشأت في البحار كائنات
كثيرة لا عدد لها.
وكانت هذه العضويات الأولى هي الأصل في جميع أعضاء مملكة النبات التى
تكاثرت وغطت الارض بأعشابها وأشجارها وغاباتها الضخمة الكثيفة.
ومثل ذلك حصل لعالم الحيوان، فقد انقسمت الخلايا الحيوانية، وكونت الحيوانات
التى عاشت على النبات وغيره، وصارت أنواعا مختلفة من الأحياء على الأرض.
الغرائز
والوحي الإلهي:
قلت: هذا تفسيرك للحياة.. فما تفسيرك لهذه السلوكات العجيبة التي تبديها
الحيوانات..