فهي تشير إلى رؤيتهم الأرض.. ولاشك أن كل من يرى الأرض
بعينه المجردة لا يراها إلا مسطحة.
ومع ذلك فقد ورد في آيات أخرى ما يشير، بل يكاد يصرح بكروية
الأرض، بل بشكلها الحقيقي الذي يميل إلى البيضوية.
الجيولوجي: ما دام القرآن في تصورك يحوي هذه الحقيقة الجليلة، وهذا السبق
العلمي العظيم، فلم لم يصرح به؟
علي: أولا.. يجب أن تعلم أن القرآن الكريم كتاب هداية، لا كتاب جغرافية، وهو
يذكر الحقائق العلمية ليبين من خلالها عظمة قدرة الله، وعظم منة الله على عباده،
فلذلك لا يشتغل بالتفاصيل من جهة.
ومن جهة أخرى.. فإن التصريح في مثل هذه المحال ربما يسيء إلى التعاليم التي
جاء بها..
تصور أن يخاطب القرآن قوما، فيذكر لهم أن الأرض كروية، وهم يعتقدونها غير
ذلك.. إلام سيؤدي هذا؟
الجيولوجي: سينشر القرآن بذلك العلم حقيقة، ويرفع خرافة.
علي: وما ضرر تلك الخرافة على عقائد الناس أو سلوكهم.. لقد ظل الناس قرونا
طويلة يعتقدون أشياء كثيرة لم تكن صحيحة، ولكن مع ذلك لم تتأثر حياتهم ولا
سلوكهم.. ونحن اليوم قد نعتقد خرافات قد لا تقل عن تلك الخرافات، ومع ذلك فحياتنا
وسلوكنا لا يتحكم فيهما مثل هذه الأمور.
ثم.. تصور القرآن الذي جاء بالحقائق الكبرى التي لا تساوي معها هذه الحقيقة
شيئا.. يترك كل تلك الحقائق ليجادل في شيء مثل هذا.. مع العلم أنه لم يثبت بالرؤية
الحسية كروية