(الانشقاق:3)، بل هو ينص على أنها مسطحة، فيقول:﴿ وَإِلَى الْأَرْضِ
كَيْفَ سُطِحَتْ ﴾ (الغاشية:20)، وهو ينص على أنها مهد.. وهو لا يكون إلا مستويا:﴿
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً ﴾ (النبأ:6)
والقرآن في اعتقاده هذا يقع في الخطأ الذي وقعت فيه البشرية عبر تاريخها
الطويل.. فمنذ خمس مئة سنة فقط، وقبل ذلك، كان الناس يعتقدون أن الأرض مسطحة
وترتكز على ثلاثة حيتان.. ولم يجرؤ أحد من المعارضين على معارضة هذه الخرافة، وظل
خط الأفق الرفيع الغامض يحير الناس الذين كانوا يعتقدون أن الأرض مسطحة كالقرص،
وكان هذا الأفق في نظرهم نهاية الأرض، الذي تقع وراءه دار الخلود، وأرض النعيم،
والأعمدة التي تحمل الكرة السماوية، والباب الذي تخرج منه الشمس لترحل عبر السماء.
بل زعم اليونانيون أن المرء يمكنه في المساء أن يسمع (طشطشة) الشمس الساخنة،
وهي تغطس في المحيط الواقع وراء الأفق، ولكنهم لم يجازفوا بالذهاب إلى هناك،
واكتفى الجميع بالخيال أمام كل مجهول [1].
بالإضافة إلى هذا.. فالقرآن يقول بثبات الأرض واستقرارها، وأن الشمس تطوف
بها.
علي: لقد سقت شبهتين إحداهما تتعلق بشكل الأرض، والأخرى بحركتها، مستندا في
ذلك إلى ما ذكره القرآن من تمهيد الأرض للإنسان ومده لها.. وسأجيبك عن كليهما.
[1] ورغم هذا، فقد
كان هناك من يقول بكروية الأرض، وأول من يحفظ التاريخ له هذا القول فلاسفة الحضارة
العراقية القديمة (حضارة مابين النهرين) في حدود سنة2000 ق.م وعنهم أخذ فلاسفة
اليونان ومنهم فيثاغورس الذي نادي بها في منتصف القرن السادس ق.م مؤكدا أن الشكل
الكروي هو أكثر الأشكال الهندسية انتظاما لكمال انتظام جميع أجزاء الكرة،
بالنسبة إلي مركزها، وعلي ذلك فإن الأرض وجميع أجرام السماء لابد وأن تكون كروية
الشكل.
وبقي هذا الرأي شائعا في الحضارة
اليونانية القديمة حتي القرن الرابع ق.م إلي أن عارضه أرسطو فشاع بين الناس
الاعتقاد باستواء الارض بلا أدني انحناء.
وقد قال عدد من علماء المسلمين ومنهم
البيروني وابن سينا والكندي والرازي وغيرهم بكروية الأرض.