الأرض باستثناء قشرتها الرقيقة في حالة الانصهار، كما
نشاهد ذلك عند حدوث البراكين.
المرحلة
الثانية:
الجيولوجي: تلك المرحلة الأولى.. وقد صدق
القرآن في كل ما تحدث به عنها.. فما المرحلة الثانية؟
علي: هي المرحلة التي بدأ فيها توفير
الجو الصالح للحياة.. وقد حدد الله علامة بارزة لنهاية يومي خلق الأرض الأولية،
وبداية الأيام الأربعة التي أكمل فيها تجهيز الأرض لتكون صالحة لظهور الحياة عليها
بالرواسي التي هي الجبال، كما قال تعالى:﴿ قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ
بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ
رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا
وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ
﴾ (فصلت:10)
الجيولوجي: من البديهي أن تكون الجبال أول ما
تكون من تضاريس الأرض فالأرض كانت كرة ملساء ولكن عندما أصبح سمك قشرتها بقدر يكفي
لحمل المواد المنصهرة التي تقذف بها البراكين بدأت هذه المواد بالتراكم فوق هذا
السطح الصلب لتبدأ بذلك عملية تكون الجبال.
علي: لقد ذكر القرآن الكريم هذا، وذكر أن
الأرض في بداية تشكلها لم يكن فيها شيء من أسباب الحياة، فقال تعالى:﴿ قُلْ
أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ
وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا
رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي
أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ﴾ (فصلت:9-10)
إن هذه الآية تشير إلى أن الأرض في نهاية اليومين الأولين
من أيام الخلق كانت قاحلة من كل أسباب الحياة، فلا ماء على سطحها، ولا غلاف جوي
يحميها من إشعاعات الشمس الضارة ومن النيازك، وكان سطحها مكون من صخور صلدة لا
تراب عليها.