المرحلة الأولى، وهي المدة الزمنية التي مرت على الأرض منذ أن كانت في حالة
الدخان إلى أن أخذت موقعها في مدار ثابت حول الشمس على شكل كرة ملساء ملتهبة ذات
سطح شبه سائل.
وأما المرحلة الثانية، فهي فترة تقدير الأقوات، وهي الأيام الأربعة المتبقية
من أيام الخلق[1].
[1] حاول بعض
العلماء أن يستنتج من خلال القرآن الكريم طول كل يوم من الأيام الستة، وذلك بالجمع
بين ما توصلت إليه وكالة الفضاء الأمريكية ناسا مؤخراً، [وذلك باستخدام مكوك فضائي
مزود بمجسات متطورة جداً لدراسة الكون، حيث قدرت عمر الكون بـ 13،7 مليار سنة
(انظر: موقع قناة الجزيرة(ناسا تعلن تمكنها من كشف عمر الكون) الأربعاء
11/12/1423هـ الموافق 12/2/2003م)] وبين ما ذكر القرآن الكريم من هذا التقسيم، وقد
ذكر تقسيم أيام الخلق إلى ثلاثة أقسام متساوية، كل قسم يعادل يومين من أيام الخلق،
بالمفهوم النسبي للزمن.
أما القسم الأول، فهو يومان لخلق الأرض من السماء الدخانية
الأولى ،وهو ما يشير إليه قوله تعالى:﴿ قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ
بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ
رَبُّ الْعَالَمِينَ) (فصلت:9)، ويشير إليه كذلك قوله تعالى:﴿ أَوَلَمْ
يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً
فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا
يُؤْمِنُونَ) (الانبياء:30)
وأما القسم الثاني، فيومان لتسوية السماوات السبع، وهو ما
يشير إليه قوله تعالى:﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ
فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا
طَائِعِينَ) (فصلت:11)، وهذا يشير إلى الحال الدخانية للسماء بعد الانفجار الكوني
العظيم بيومين، حيث بدأ تشكل السماوات، فقضاهن سبع سماوات في يومين.
وأما القسم الثالث، فيومان لتدبير الأرض جيولوجياً وتسخيرها
للإنسان، وهو ما يشير إليه قوله تعالى:﴿ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ
فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ
أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) (فصلت:10) أي تمام أربعة أيام كاملة متساوية بلا
زيادة ولا نقصان للسائلين من البشر عن مدة خلقها وما فيها، ويرى جميع المفسرين أن
هذه الأيام الأربعة تشمل يومي خلق الأرض ويومي التدبير الجيولوجي لها.
وقد لاحظ من خلال الآيات:
1 ـ تساوي
الأيام زمنياً وإلا لما أمكن جمعها وتقسيمها إلى ثلاثة مراحل متساوية.
2 ـ التدبير
الجيولوجي للأرض حتى وصول السائلين (الإنسان) أستغرق يومين من أيام الخلق الستة
أي أستغرق ثلث عمر الكون.
و حيث أن
التدبير الجيولوجي للأرض منذ بدء تصلب القشرة الأرضية وحتى ظهور الإنسان قد استغرق
زمناً قدره 4.5 مليار سنة طبقاً لدراسة عمر الأرض إذاً عمر الكون =4،5 × 3= 13،5
مليار سنة.
وقد استنتج
من هذا أن هذا الرقم يقارب ما توصلت إليه وكالة الفضاء الأمريكية ناسا مؤخراً.
انظر: الكون
والإعجاز العلمي للقرآن، تأليف الأستاذ منصور حسب النبي.