ثم التفت إلى علي، وقال: أين تباع مصاحف القرآن؟.. أريد مصحفا.. لعلي لم أزر
بلادكم إلا لأشتريه.
علي: لن تحتاج لشرائه .. أنا أحمل دائما معي مصاحف من القرآن.. ولكني لا
أسلمها إلا لمن أتوسم فيه استعدادا لقراءتها والبحث فيها عن الحقيقة..
أخرج من محفظته مصحفا، ثم قال: هذا هدية مني لك.. وهو مكتوب باللغتين..
باللغة العربية.. وهي أدق وأحكم في الدلالة على معانيه.. ومكتوب بلغتك.. وهي أقصر
من أن تعبر عن معانيه.. فلذلك إذا شككت في معنى من المعاني.. فاذهب إلى لغته
الأصلية.
أخذ المصحف، وقال: هذا أكبر تكريم كرمت به في حياتي.
أحسست بأنوار عظيمة بدأت تنزل على صاحبي الفلكي.. وبمثله شعرت بأن بصيصا من
النور قد نزل علي.. اهتديت به بعد ذلك إلى شمس محمد a.