وقد عد العلماء في في الفيزياء الحديثة أربع قوى أساسية لتماسك الكون على ما
هو عليه[1].. وقد تكونت هذه القوى مع تكون أول جسيمات دون ذرية في أزمنة محددة بدقة
بعد الانفجار العظيم مباشرة، لكي تشكل كل ترتيبات الكون ونظمه.
وهذه القوى الأربعة هي: قوة جذب الكتل المعروفة باسم القوة التجاذبية gravitational force، والقوة الكهرومغناطيسية electromagnetic force، والقوة النووية الشديدة strong nuclear force، والقوة النووية الضعيفة weak nuclear force.
وتتسم كل واحدة من هذه القوى بشدة مميزة ومجال مؤثر.. أما القوى النووية
الشديدة والضعيفة فلا تعملان إلا عند النطاق دون الذري.. وأما القوتان المتبقيتان
ـ القوة التجاذبية، والقوة الكهرومغناطيسية ـ فتقومان بالتحكم في تجمعات الذرات،
أو بتعبير آخر في (المادة)
التفت إلى علي، وقال: إن ما تراه من نظام الأرض الخالي من العيوب ناتج عن
التناسب بالغ الدقة لهذه القوى.
ليس ذلك فقط.. بل إنك بإجراء مقارنة بين هذه القوى، فإنه ستظهر لك نتيجة
مثيرة للغاية، وهي أن كل المادة التي نشأت وتشتت عبر الكون بعد الانفجار العظيم
تشكلت نتيجة لتأثير هذه القوى التي تختلف فيما بينها اختلافات شاسعة.
سكت قليلا، ثم قال: شيء آخر له علاقة بهذه الآيات[2].. وله ـ على الأخص ـ علاقة بهذه الآية:﴿ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ
تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ (الحج: 65)
أنت تعلم أن أقرب أجرام السماء إلينا هو القمر الذي يبعد عنا في المتوسط
بمسافة (383942 كيلومترا)، وتقدر كتلته بنحو سبعين مليون مليون مليون طن،
ويدور في
[1] انظر: موقع
هارون يحيى http://www.harunyahya.com
[2] الدكتور
زغـلول النجـار، من أسرار القرآن، الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي
دلالتها العلمية، ويمسك السماء أن تقع علي الأرض إلا بإذنه، الأهرام: 42315
السنة 126- 14/10/2002.