وتسلسل بعد ذلك اكتشاف نقائض لباقي الجسيمات الأولية للمادة من مثل نقيض
البروتون، واعتبرت نقائض المادة في مواجهة المادة حقيقة من حقائق كوننا المدرك.
حيث ثبت أن لكل جسيم مادي نقيضه أي جسيما يماثله تماما في الكتلة والحجم
والسرعة، ولكن له شحنة مضادة، ويدور بطريقة معاكسة، وثبت انه إذا التقي الضدان
فإنهما يفنيان فناء تاما.
وقد تساءل العلماء عن كيفية بقاء عالمنا المادي مع وجود كل من المادة
وأضدادها، وكلاهما يفني بلقاء الآخر..
وقد فسر ذلك بان كلا من المادة والمادة المضادة قد تجمع على ذاته لتكوين
تجمعات سماوية خاصة به، بمعني وجود عوالم من المادة المضادة مغايرة لعالمنا المادي
لانراها ولا نعلم عنها شيئا.
علي: وعيت هذا الدليل، واقتنعت به، بل إن القرآن قد أشار إلى أن أشياء كثيرة
لا نبصرها من الكون، فقال:﴿ فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لا
تُبْصِرُونَ(39)﴾(الحاقة)
فلذلك ليس كل ما لا ندركه غير موجود.
الفلكي: ومع ذلك.. فهناك أدلة أخرى على هذا.. منها أن مراحل خلق الكون
المدرك تنفي وجود أي فراغات في السماء، فالدراسات الفيزيائية والفلكية تنص على أنه
نتيجة لواقعة الانفجار العظيم.. أو فتق الرتق كما يعبر القرآن.. تم خلق كل من
المكان والزمان والمادة والطاقة في فترة تقدر بحوالي ثلاثين مليون سنة تقريبا بعد
الانفجار العظيم مر فيها الكون بمراحل متتالية تؤكد ان المادة والطاقة ملأتا
المكان والزمان منذ اللحظة الأولي للانفجار العظيم، وظلا يملآنه مع استمرار تمدد
الكون، وأن كان ذلك يتم بتباين واضح في تركيز وجودهما من نقطة الي أخري في الجزء
المدرك من الكون .