قلت: هذه الصلاة ينبغي أن نفخر بها لا أن نتألم لها.. حتى
أننا نقول فيها:( خبزنا كفافنا أعطنا اليوم )، فالمؤمن يعتمد على الله حتى فى
حاجاته الضرورية. وهذه الطلبة تمثل طلبنا لكافة الحاجات الخاصة بالجسد.
ثم لاحظ أننا لا نطلب شيئا للترفيه والتنعم، بل نطلب
الحاجة الضرورية فقط (خبزنا كفافنا). كما أننا لا نطلب لكى نكنز، بل لاحتياج اليوم
فحسب.
ابتسم وقال: قارن هذه الصلاة بسورة الفاتحة التي يقرؤها
المؤمنون في كل صلاة، وبالمعاني السامية التي تحملها مقارنة بهذه الصلاة، وسترى ما
رأيت من العجائب.
قلت: والمحبة؟
قال: القرآن هو كتاب المحبة.. ليس هناك كتاب في العالم
يحبب الله إلى عباده مثل القرآن..
ولذلك لم تقم أمة في الأرض على أساس محبة الله كما قامت
أمة محمد..
لقد بنى محمد كل بنائه على المحبة.. حتى عبر القرآن عن
علاقة المؤمنين بالله، فقال:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ
عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ
أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ
مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (المائدة:54)، وقال:{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ)(البقرة: 165)
المحبة هي المعراج الذي يعرج به المؤمن من خلال القرآن إلى
الله.. فلذلك لا ينبغي أن نفخر على المسلمين بمحبتنا لله، فليس هناك من يحب الله
صادقا في محبته غير المسلمين، لأنه ليس هناك كتاب يلقن متبعيه محبة الله الحقيقية
مثل القرآن.