نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 653
الخاتمة
بعد أن حدثني الشيخ الصالح عن نبأ هذه الرحلة، وما حصل له فيها استغرق في صمت عميق، قطعته عليه بقولي: فكيف انتهى أمركم بعد أن دلكم الله على سبيل النجاة، وبعد أن شرفكم قبل ذلك، فعرفكم به، ورفعكم إلى تلك المقامات السنية.. مقامات الأولياء والصديقين.
قال: لقد ذهبنا إلى أولئك القوم الكرام، فوجدنا معادنهم أصفى المعادن وأكرمها.. فما إن لاح لهم من نور الله ما لاح حتى استحالوا أنوارا صرفة.. فكان منهم العارفون والعابدون والزاهدون.. وقد أبى رفاقي جميعا أن ينصرفوا عنهم أو يرضوا بحياة بديلة عن حياتهم.. إلا أنا..
قلت: كيف ذلك؟
قال: بعد أن مكثنا في صحبتهم أياما سمع قومنا بنبئنا، فأرسلوا لنا طائرة خصوصية لتنقذنا، وتعيدنا إلى بلادنا.. لكن رفاقي جميعا أبوا أن يعودوا.. لقد التصقوا بالمكان الذي عرفوا فيه ربهم، فأبوا أن ينصرفوا عنه، أو يرضوا بمكان آخر بدله.
قلت: ولكنك ذكرت لي أنه كان مكانا وعرا شاقا.
قال: وقد ذكرت لك أنهم عرفوا الله فيه..
قلت: فما في ذلك؟
قال: كل أرض عرفت الله فيها، فهي عرفات أنسك، ومعراج روحك، وكعبة قلبك.. ولا يشقى من عرف ربه، ولا يحزن من أنس بمولاه.
قلت: ولكن الله يعرف في كل مكان.
قال: الله لا يحجبه المكان ولا الزمان.. ولا يحويه المكان ولا الزمان.. ولكن النفس قد تختلف لديها المحال.. والعاقل هو الذي يختار من الأرض ما يأنس فيه بربه، ويتفرغ فيه
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 653