responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 632

ذلك لا فقرك ولا غناك.

***

بعد أن سمعت تلك الكلمات العذبة من ذلك الولي الممتلئ بأنوار الإيمان سرت من غير أن أعلم أين ولا لماذا.. وهل أنا أسير في المكان أم أسير في الزمان.. أم أسير على الأرض، أم أحلق في أجواء السماء.

فجأة سمعت صوتا عذبا يترنم بأجمل مناجاة سمعتها في حياتي.. لقد كنت نسيتها.. ولكني الآن.. وبعد أن حرك الله لساني بذكره أذكرها جيدا.. أذكرها حرفا حرفا.. وكلمة كلمة.. وكأني أسمعها لأول مرة..

لقد كانت في ظاهرها مناجاة لكنها في باطنها كانت تمتلئ بالإجابة الشافية عن كل التساؤلات الخطيرة التي شغلت الفلاسفة والمفكرين أجيالا طويلة.

لن أطيل عليكم.. سأقرأ عليكم المناجاة كما سمعتها.. واسمحوا لي أن أتفاعل معها.. فلا يمكن لكلمات الربانيين أن تسرد كما يسرد سائر الكلام..

قال ذلك.. ثم رفع يديه إلى السماء، وأخذ يترنم بهذه الأغنية المضمخة بعطر الإيمان[354]:

إلهي، أنا الفقير في غناي، فكيف لا أكون فقيرا في فقري؟!

إلهي، أنا الجاهل في علمي، فكيف لا أكون جهولا في جهلي؟!

إلهي، إن اختلاف تدبيرك وسرعة حلول مقاديرك منعا عبادك العارفين بك عن السكون إلى عطاء واليأس منك في بلاء.

إلهي، مني ما يليق بلؤمي، ومنك ما يليق بكرمك.

إلهي وصفت نفسك باللطف والرأفة بي قبل وجود ضعفي، أفتمنعني منهما بعد وجود


[354] هذه المناجاة مروية عن الإمام الحسين، وعن ابن عطاء الله السكندري.. ولا حاجة للتحقيق في الأصح منهما، لأن المعاني الواردة فيها معان ورد مثلها عن أهل البيت.. والعبرة بالمعاني لا بكسوة الألفاظ.

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 632
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست