responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 631

 

الزهد عمل ساعة، والورع عمل ساعتين، والمعرفة عمل الأبد.

ثم التفت إلى آخر، وقال: ضاق أبى الأمر يوماً فتحرك في النفس، فقيل لي: ماذا تريد؟ فقلت: أريد موتاً لا حياة فيه وحياة لا موت فيها؟ فقيل لي: ما الموت الذي لا حياة فيه وما الحياة التي لا موت فيها؟قلت: الموت الذي لا حياة فيه موتى عن جنسي من الخلق فلا أراهم في الضر والنفع، وموتى عن نفسي وهوائي وإرادتي ومنائى في الدنيا والأخرى فلا أحس في جميع ذلك ولا أجد.

و أما الحياة التي لا موت فيها: فحياتي بفعل ربى عزّ وجلّ بلا وجودي فيه، والموت في ذلك وجودي معه عزّ وجلّ، فـكـانـت هـذه الإرادة أنـفـس إرادة أردتـهـا مـنـذ عـقـلـت.

ثم التفت إلي، وقـال[353]: اصرف نظرك عن الجهات كلها.. ولا تبصبص على شئ منها.. فما دمت تنظر إلى واحدة منها لايفتح لك جهة فضل الله عز وجل وقربه.. فسد الجهات جميعا بتوحيده وإمحاء نفسك ثم فنائك ومحوك وعلمك.. فحينئذ يفتح عين قلبك جهة فضل الله العظيم، فتراها بعيني رأسك إذا ذاك شعاع نور قلبك وإيمانك ويقينك فيظهر عند ذلك النور من باطنك على ظاهرك كنور الشمعة التي في البيت المظلم في الليلة الظلماء، يظهر من كوى البيت ومنافذه فيشرق ظاهر البيت بنور باطنه، فتسكن النفس والجوارح إلى وعد الله وعطائه عن عطاء غيره ووعد غيره عز وجل.. وارحم نفسك ولا تظلمها ولا تلقها في ظلمات جهلك ورعونتك، فتنظر إلى الجهات وإلى الخلق والحول والقوة والكسب والأسباب فتوكل إليها، فتسد عنك الجهات ولم تفتح لك جهة فضل الله عز وجل عقوبة ومقابلة لشركك بالنظر إلى غيره عز وجل، فإذا وجدته ونظرت إلى فضله ورجوته دون غيره وتعاميت عما سواه، قربك وأدناك، ورحمك ورباك وأطعمك وسقاك، وداواك وعفاك، وأعطاك وأغناك، فلا ترى بعد


[353]انظر: المقالة الثامنة والخمسون فـي صـرف الـنـظـر عـن كـل الـجـهـات، و طـلـب جـهـة فـضـل الله تـعـالـى (بتصرف)

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 631
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست