responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 628

بآثامك.

***

تركته، وسرت إلى محل آخر وجدت فيه رجلا كأنه الشمس أو قريب من الشمس، وقد أحاط به قوم كأنهم الهالة التي تحيط بالشمس، وكان مما سمعته منه قوله لهم[350]: الوجود ينقسم إلى ما للشيء من ذاته وإلى ماله من غيره.. وما له الوجود من غيره فوجوده مستعار لا قوام له بنفسه.. بل إذا اعتبر ذاته من حيث ذاته فهو عدم محض.. وإنما هو موجود من حيث نسبته إلى غيره، وذلك ليس بوجود حقيقي.. فالموجود الحق هو الله تعالى، كما أن النور الحق هو الله تعالى.

لقد قال الشاعر العارف يعبر عن ذلك:

الله قل وذر الوجود وما حوى

 

إن كنت مرتاداً بلوغ كمال

فالكل دون الله أن حققته

 

عدم على التفصيل والإجمال

واعلم بأنك والعوالم كلها

 

لولاه في محو وفي اضمحلال

من لا وجود لذاته من ذاته

 

فوجوده لولاه عين محال

والعارفون بربهم لم يشهدوا

 

شيئاً سوى المتكبر المتعال

ورأوا سواه على الحقيقة هالكاً

 

في الحال والماضي والاستقبال

 

ومن هنا ترقى العارفون من حضيض المجاز إلى يفاع الحقيقة، واستكملوا معراجهم، فرأوا بالمشاهدة العيانية أن ليس في الوجود إلا الله تعالى، وأن:P كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ.. (88)O (القصص) لا أنه يصير هالكا في وقت من الأوقات، بل هو هالك أزلا وأبدا لا يتصور إلا كذلك، فإن كل شيء سواه إذا اعتبر ذاته من حيث ذاته فهو عدم محض ؛ وإذا اعتبر من الوجه


[350] هذا التحليل العقلي كما هو ظاهر للغزالي من (مشكاة الأنوار)، بتصرف اقتضاه المقام.

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 628
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست