responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 627

البحار الزاخرات.. ولا تحركت المدبرات والمقسمات.. ولا سبحت بحمد فاطرها الأرضون والسماوات، وما فيها من المخلوقات.

قالت ذلك.. ثم انصرفت عني إلى ذكر ربها، والانشغال بمناجاته.

***

ما سرت قليلا حتى سمعت صوتا يقول[349]: (إلهي إني مقيم بفنائك مشغول بثنائك، صغيراً أخذتني إليك، وسربلتني بمعرفتك، وأمكنتني من لطفك، ونقلتني وقلبتني في الأعمال ستراً وتوبةً وزهداً وشوقاً ورضاً وحباً، تسقيني من حياضك، وتهملني في رياضك، ملازماً لأمرك، ومشغوفاً بقولك، ولما طر شاربي ولاح طائري فكيف أنصرف اليوم عنك كبيراً وقد اعتدت هذا منك صغيراً، فلي ما بقيت حولك دندنة وبالضراعة إليك همهمة لأني محب وكل محب بحبيبه مشغوف وعن غير حبيبه مصروف)

لست أدري كيف صحت فيه من حيث لا أشعر: الله يطلب أعمالا لا أقوالا.

ابتسم، وقال: لأن يمتلئ قلبي بمثقال خردلة من الحب أحب إلي من عبادة سبعين سنة بلا حب.

قال ذلك، ثم التفت إلي، وقال: لو سمع الخلق صوت النياحة على الدنيا في الغيب من ألسنة الفناء لتساقطت القلوب منهم حزنا، ولو رأت العقول بعيون الإيمان نزهة الجنة لذابت النفوس شوقا، ولو أدركت القلوب كنه المحبة لخالقها لانخلعت مفاصلها ولها، ولطارت الأرواح إليه من أبدانها دهشا.. سبحان من أغفل الخليقة عن كنه هذه الأشياء وألهاهم بالوصف عن حقائق هذه الأنباء.

ثم طأطأ رأسه، وقال: يا (جاستن) الليل طويل فلا تقصره بمنامك.. والنهار نقي فلا تدنسه


[349] هذا الكلام الحكيم ليحيى بن معاذ.

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 627
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست