responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 606

قال: لماذا، أليست الشيخوخة ضعفا؟

قلت: بلى، هي ضعيف، ولكنها – بما ذكرته – تصبح طريقا إلى القوة.. والخلق مجمعون على حمد الضعف المؤدي إلى القوة، وعلى ذم القوة المؤدية إلى الضعف.

قال: فكيف لو اقتنع هذا الخلق بأن الموت لا يختلف عن نوم ذلك الشيخ، وأن ذلك الشيخ سيستيقظ ليرى نفسه، وقد عاد شابا يافعا قويا.. ليس هذا فقط، وإنما يرة أمامه كل شيء كان يحلم به ولا يصل إليه.. ليس هذا فقط، وإنما يطمأن بأنه لن يدب الضعف إليه، ولن يصيبه الألم ولا الحزن ولا اليأس ولا الجوع ولا العري ولا ما كان يصيبه في الدنيا من الآفات.

قلت: حينها سيكون الموت أكبر أمنية، وأعظم طريق من طرق السعادة، وحينها لن يبعث الأعداء على أعدائهم بالقنابل، وإنما يبعثون لهم بالطعام والدواء ليستبقوا حياتهم.

قلت ذلك فرحا فقد كاد يستخفني الطرب، ولكني عدت فقلت: ولكن هل هذا ممكن؟

قال: من عرف رحمة الله التي دل عليها كل شيء لا يقتنع عقله فقط بذلك، وإنما يراه رأي العين..

قلت: فما ذكر كتابكم المقدس في هذا؟

قال: لقد أخبرنا كتابنا المقدس بكل التفاصيل الدقيقة المرتبطة بهذا حتى صرنا نرى الجنة رأي العين[334].. ونرى معها من رحمة الله ولطفه وكرمه ما لا يمكن لجميع حبر الدنيا أن يعبر عنه.

قال ذلك، ثم التفت إلى من معه، وقال: لقد كنت قبل أن تأتي إلينا أحدث هؤلاء الأصدقاء عن بعض ما أعد الله لعباده الصالحين في جنانه من كرمه وفضله..

انظر إلى السرور يكسو وجوههم.. وإلى السكينة التي تنتشر في محياهم..


[334] انظر فصل (السعادة) من رسالة (أسرار الحياة) من هذه السلسلة،.

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 606
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست