نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 60
وتنتفي وساوس العباد)
أسرعت إلى الرجل أسأله عن هذه البلدة العجيبة التي يذوب فيها الإلحاد، فابتسم الرجل، وذكر لي أنه لم يقل شيئا، وأن ما سمعته منه قد لا يكون سوى بعض تلك الأحاديث التي نسمعها من غير أن نعرف مصدرها.
لكني صممت أن أبحث عن مدينة تحمل ذلك الاسم.. فسألت عنها.. إلى أن وجدت من يدلني عليها..
عندما دخلت إليها تعجبت من نظامها البديع وجمالها الباهر، فقلت لنفسي: أيمكن لمن يعيش في مثل هذه البلدة المتطورة أن ينشغل بالله؟
فأمسك بيميني رجل منهم، وقال: لاشك أنك تبحث عن الله..
قلت: وما أدراك؟
قال: لا يقصدنا هذه الأيام أحد إلا لأجل هذا.
ضحكت، وقلت: وهل حل (الله) ببلادكم حتى تأتي الخلائق لتزوره[24]؟
تغير وجهه تغيرا شديدا، وقال: الله أعظم من أن يحل ببلدة، فالله لا يحيط به المكان ولا الزمان.. وكيف يحيط به، وهو الذي خلق المكان والزمان.
قلت: فما الذي تقصد بزيارة الخلق لبلادكم بحثا عن الله؟
قال: أنت تعلم أن للإلحاد سوقا في هذا الزمان، وأنه ينتشر في بلاد الله كما ينتشر النار في الهشيم..
قلت: أعلم ذلك.
قال: لقد تعذب الخلق بهذا.. ولهذا تراهم يبحثون عن الله.. ويبحثون عن الأدلة على
[24] لم نذكر مثل هذه التعابير في هذا المحل إلا للضرورة التي استدعته، وإلا فلا يجوز الحديث عن الله بمثل هذا..
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 60