responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 446

 

قال: المتعال هو الذي لا رتبة فوق رتبته.. بل جميع المراتب منحطة عنه..

قلت: ما تعني بذلك؟

قال: إن المتعال مشتق من العلو.. والعلو هو المقابل للسفل.. وهو إما في درجات محسوسة كالدرج والمراقي وجميع الأجسام الموضوعة بعضها فوق بعض.. وإما في الرتب المعقولة للموجودات المرتبة نوعا من الترتيب العقلي.

فكل ما له الفوقية في المكان فله العلو المكاني.. وكل ما له الفوقية في الرتبة فله العلو في الرتبة.

قلت: ما تعني بهذا؟

قال: إن العلو يطلق على التدريجات العقلية كما يطلق على التدريجات الحسية..

قلت: ما تعني بهذا؟

قال: إذا قدرت شيئا سببا لشيء ثان، والثاني سبب لثالث، والثالث لرابع إلى درجات كثيرة.. فالواقع في الرتبة الأخيرة – مثلا - هو الأسفل الأدنى، والأول واقع في الدرجة الأولى من السببية فهو الأعلى، ويكون الأول فوق الثاني فوقية بالمعنى لا بالمكان.

وهكذا في التفاوت الذي بين العلة والمعلول، والفاعل والقابل، والكامل والناقص..

قلت: وعيت هذا.. فما تريد به؟

قال: إن الله تعالى منزه عن أن يحده المكان، فلذلك لا يراد بعلوه ما نفهمه من علو الكائنات علوا حسيا بعضها فوق بعض.. بل المراد به ما هو أشرف من ذلك وأعظم، وهو أن الموجودات لا يمكن قسمتها إلى درجات متفاوتة في العقل إلا ويكون الحق سبحانه وتعالى في الدرجة العليا من درجات أقسامها، حتى لا يتصور أن يكون فوقه درجة، وذلك هو العلي المطلق، وكل ما سواه فيكون عليا بالإضافة إلى ما دونه، ويكون دنيا أو سافلا بالإضافة إلى ما فوقه.

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 446
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست