نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 339
إلى ذلك متكلما، فالكلام هو الذي يعرفنا بحقيقته المتسترة وراء أفعاله.. وكلامه هو الذي يعبر لنا عن رضاه وسخطه، وعن حبه وبغضه، وعن تقريبه وإبعاده.. وكلامه هو الذي يعبر لنا بعد ذلك كله عن مراده من مخلوقاته، وعن الوظائف التي يطلبها منهم.
انظروا كيف أقام إبراهيم علیهالسلام الحجة على قومه بعجز آلهتهم عن الكلام، وهو يدل على أن الكلام من مستلزمات الألوهية.
وهكذا.. فالقرآن الكريم مليء بالحديث عن تكليم الله لعباده سواء كانوا بشرا أو غيرهم[175].. قال تعالى يذكر حديثه للكون في بداية خلقه:P ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ
[175]ذكر الفخر الرازي الوجوه التي جاء بها تكليم الله لعباده في القرآن الكريم، فذكر:
اللفظ الأول: الكلام ، وفيه وجوه: الأول: لفظ الكلام ، قال تعالى:( وَإِنْ أَحَدٌ مّنَ المشركين استجارك فَأَجِرْهُ حتى يَسْمَعَ كَلاَمَ الله ) ( التوبة: 6) الثاني: صيغة الماضي من هذا اللفظ ، قال تعالى:( وَكَلَّمَ الله موسى تَكْلِيماً )( النساء: 164) وقال:( وَلَمَّا جَاء موسى لميقاتنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ) ( الأعراف: 143) الثالث: صيغة المستقبل ، قال تعالى:( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلّمَهُ الله إِلاَّ وَحْياً ) ( الشورى: 51).
اللفظ الثاني: القول ، وفيه وجوه: الأول: صيغة الماضي ، قال تعالى:( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ للملائكة ) ( البقرة: 30) ونظائره كثيرة في القرآن ، الثاني: صيغة المستقبل ، قال تعالى:( إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ ) ( البقرة: 68) الثالث: القيل والقول ، قال تعالى:( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ الله قِيلاً ) ( النساء: 122) وقال تعالى:( مَا يُبَدَّلُ القول لَدَىَّ ) ( ق: 29)
اللفظ الثالث: الأمر ، قال تعالى:( لِلَّهِ الأمر مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ) ( الروم: 4) وقال:( أَلاَ لَهُ الخلق والأمر ) ( الأعراف: 54) وقال حكاية عن موسى عليه السلام:( إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُواْ بَقَرَةً ) ( البقرة: 67).