responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 339

إلى ذلك متكلما، فالكلام هو الذي يعرفنا بحقيقته المتسترة وراء أفعاله.. وكلامه هو الذي يعبر لنا عن رضاه وسخطه، وعن حبه وبغضه، وعن تقريبه وإبعاده.. وكلامه هو الذي يعبر لنا بعد ذلك كله عن مراده من مخلوقاته، وعن الوظائف التي يطلبها منهم.

قال الباقر: صدقت.. فالإله الذي اجتمعت لديه جميع الكمالات يستحيل عليه أن لا يكون متكلما.. لقد ذكر الله ذلك.. ففي قصة محاجة إبراهيم علیه‌السلام لقومه، قال تعالى:P وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55) قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67)O (الأنبياء)

انظروا كيف أقام إبراهيم علیه‌السلام الحجة على قومه بعجز آلهتهم عن الكلام، وهو يدل على أن الكلام من مستلزمات الألوهية.

وهكذا.. فالقرآن الكريم مليء بالحديث عن تكليم الله لعباده سواء كانوا بشرا أو غيرهم[175].. قال تعالى يذكر حديثه للكون في بداية خلقه:P ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ


[175]ذكر الفخر الرازي الوجوه التي جاء بها تكليم الله لعباده في القرآن الكريم، فذكر:

اللفظ الأول: الكلام ، وفيه وجوه: الأول: لفظ الكلام ، قال تعالى:( وَإِنْ أَحَدٌ مّنَ المشركين استجارك فَأَجِرْهُ حتى يَسْمَعَ كَلاَمَ الله ) ( التوبة: 6) الثاني: صيغة الماضي من هذا اللفظ ، قال تعالى:( وَكَلَّمَ الله موسى تَكْلِيماً )( النساء: 164) وقال:( وَلَمَّا جَاء موسى لميقاتنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ) ( الأعراف: 143) الثالث: صيغة المستقبل ، قال تعالى:( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلّمَهُ الله إِلاَّ وَحْياً ) ( الشورى: 51).

اللفظ الثاني: القول ، وفيه وجوه: الأول: صيغة الماضي ، قال تعالى:( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ للملائكة ) ( البقرة: 30) ونظائره كثيرة في القرآن ، الثاني: صيغة المستقبل ، قال تعالى:( إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ ) ( البقرة: 68) الثالث: القيل والقول ، قال تعالى:( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ الله قِيلاً ) ( النساء: 122) وقال تعالى:( مَا يُبَدَّلُ القول لَدَىَّ ) ( ق: 29)

اللفظ الثالث: الأمر ، قال تعالى:( لِلَّهِ الأمر مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ) ( الروم: 4) وقال:( أَلاَ لَهُ الخلق والأمر ) ( الأعراف: 54) وقال حكاية عن موسى عليه السلام:( إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُواْ بَقَرَةً ) ( البقرة: 67).

اللفظ الرابع: الوعد ، قال تعالى:( وَعْدًا عَلَيْهِ حَقّاً فِي التوراة والإنجيل والقرءان ) ( التوبة: 111) وقال تعالى:( وَعْدَ الله حَقّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الخلق ثُمَّ يُعِيدُهُ ) ( يونس: 4).

اللفظ الخامس: الوحي ، قال تعالى:( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلّمَهُ الله إِلاَّ وَحْياً ) ( الشورى: 51) وقال:( فأوحى إلى عَبْدِهِ مَا أوحى ) ( النجم: 10).

اللفظ السادس: كونه تعالى شاكراً لعباده ، قال تعالى:( فأولئك كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ) ( لإسرء: 19)، وقال:( وَكَانَ الله شاكرا عَلِيماً ) ( النساء: 147) (انظر: التفسير الكبير)

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 339
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست