نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 337
الآخر عندما قطع قلبه مات.
قال الباقر: ولو أن شخصا من الناس ذكر لك أن الكامل هو الثاني، لأنه استطاع أن يميت نفسه.
قال أنكسيمانس: لا شك أن قائل هذا مجنون.. فالبشر كلهم ناقصون لأنهم يموتون، فيستطيع الواحد أن يقتل نفسه، ويستطيع الآخرون أن يقتلوه.
قال الباقر: فهكذا الأمر مع سؤالك.. فالكامل هو الذي لا تتعلق قدرته بإفناء نفسه، لأنه لو تعلقت قدرته بإفناء نفسه دل ذلك على أنه ممكن الوجود، وعلى أنه ناقص الوجود، بينما لو لم تتعلق قدرته ولا قدرة غيره بإفنائه، دل ذلك على كماله في ذاته.
قال أنكسيمانس: لم أفهم.
قال الباقر: لا بأس.. سأذكر لك جوابا آخر، فأقول ببساطة: (إن الله قادر على خلق صخرة بالغا ما بلغت وقادر على حملها، وذلك لأن خلق الصخرة بالغا ما بلغت من الممكنات، والقدرة على حملها، أيضا من الممكنات)
قال أنكسيمانس: لا.. ليس هذا هو سؤالي.. إن سؤالي هو: هل أن في قدرة ربك أن يخلق صخرة عظيمة جدا يعجز عن حملها.
ابتسم الباقر، وقال: مهما تصورت صخرة عظيمة فإن الله تعالى قادرا على خلقها بالغا ما بلغت، وهو قادر كذلك على حملها.
قال أنكسيمانس: لا أريد هذا.. بل أريد أن يخلق الله تعالى صخرة أعظم من ذلك مما لا يستطيع حملها.
قال الباقر: إن الصيغة الحقيقية لسؤالك هي: هل الله قادر على أن يصيب نفسه بالعجز عن الممكنات؟
قال أنكسيمانس: فلنفرض أن هذا هو سؤالي، فبم تجيب عنه؟
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 337