نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 334
قال أنكسيمانس: فما تعني بقولك (لا نهاية للممكنات)
قال الباقر: إن خلق الحوادث بعد الحوادث لا ينتهي إلى حد يستحيل في العقل حدوث حادث بعده، فالإمكان مستمر أبداً والقدرة واسعة لجميع ذلك.
قال أنكسيمانس: فما البرهان على ذلك؟
قال الباقر: البرهان على عموم تعلق القدرة هو أنه قد ظهر أن صانع كل العالم واحد، فإما أن يكون له بإزاء كل مقدور قدرة، والمقدورات لا نهاية لها فتثبت قدرة متعددة لا نهاية لها وهو محال لأن ذلك يؤدي إلى دورات لا نهاية لها، وإما أن تكون القدرة واحدة فيكون تعلقها مع اتحادها بما يتعلق به من الجواهر والأعراض مع اختلافها لأمر تشترك فيه ولا يشترك في أمر سوى الامكان، فيلزم منه أن كل ممكن فهو مقدور لا محالة وواقع بالقدرة.
وبالجملة، إذا صدرت منه الجواهر والأعراض استحال أن لا يصدر منه أمثالها، فإن القدرة على الشيء قدرة على مثله إذ لم يمتنع التعدد في المقدور لنسبته إلى الحركات كلها والألوان كلها على وتيرة واحدة فتصلح لخلو حركة بعد حركة على الدوام، وكذا لون بعد لون وجوهر بعد جوهر وهكذا.. وهو الذي عنيناه بقولنا إن قدرته تعالى متعلقة بكل ممكن فإن الإمكان لا ينحصر في عدد. ومناسبة ذات القدرة لا تختص بعدد دون عدد ولا يمكن أن يشار إلى حركة فيقال إنها خارجة عن إمكان تعلق القدرة بها، مع أنها تعلقت بمثلها إذ بالضرورة تعلم أن ما وجب للشيء وجب لمثله.
سكت أنكسيمانس قليلا، ثم قال، وهو يبتسم: فما تقول لمن توجه إليك بهذا السؤال المعجز.. فقال: (هل يستطيع ربك خلق صخرة يعجز عن حملها؟)[173]
ابتسم الباقر، وقال: هذا ليس سؤالا معجزا، بل هو سؤال سفسطائي عبثي.
[173] هذه شبهة كثيرا ما يطرحها الملاحدة، والإجابات عن ذلك كثيرة وخلاصتها ترجع لما ذكرناه هنا، وهي منقولة بتصرف من محال مختلفة.
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 334