نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 276
ومثله في الدلالة قوله تعالى في تينك الآيتين الكريمتين:P.. رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)O (المؤمنون)، فإنّ كونه ربًّا للعرش فما دونه يدلّ على تنزيهه عن إهمال العباد، وتركهم سدى، بلا أمر ولا نهي، ولا ثواب ولا عقاب ؛ فإنّ اسم ( الربّ) إمّا أن يدلّ على صفة معنى، ويفسّر بمعنى: المالك، والسيّد، وإمّا أن يدلّ على صفة فعل، ويفسّر بمعنى: المربّي.
فإن فسّر بالمعنى الأوّل، فمن آثار الملك والسؤدد أنّ الربّ يأمر وينهى، ويثيب ويعاقب، ويتصرّف في مماليكه بأنواع التصرّفات.
وإن فسّر بالمعنى الثّاني فالمربّي هو المصلح، والمدبّر، والجابر، والقائم ؛ وهذا يتضمّن التربية العامّة والخاصّة.
قالوا: وما الفرق بينهما؟
قال مؤمن الطاق: تربية الله لخلقه نوعان: عامّة، وخاصّة..
أما العامّة، فهي خلقه للمخلوقين، ورزقهم، وهدايتهم لما فيه مصالحهم، الَّتي فيها بقاؤهم في الدّنيا..
وأما الخاصّة، فتربيته لأوليائه ؛ فيربّيهم بالإيمان، ويوفّقهم له، ويكمّلهم، ويدفع عنهم الصوارف، والعوائق الحائلة بينهم وبينه.
فحقيقة الرّبوبيّة تتضمّن التّنزيه عن إهمال العباد مطلقًا ؛ أي في جميع شؤون معاشهم ومعادهم.
قال بعض الحاضرين: لقد اعتدنا منك أن تذكر لنا الأسماء الحسنى الدالة على نوع التنزيه.. فما الأسماء الحسنى التي ترى أن لها علاقة بتنزيه الله عن الإهمال.
قال مؤمن الطاق: كل أسماء الله الحسنى تدل على ذلك.. وبوسعك أن تقرأها جميعا على هذا الأساس لترى مدى ارتباطها به.
قال الرجل: فهلا وضحت لنا بضرب بعض الأمثلة التقريبية.
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 276