نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 262
قلت: ألست تبدعهم؟
قال: أنا مبلغ عن الله.. وداعية إلى الله.. لا قاض.. ولا ديان.. الله تعالى هو القاضي، وهو الديان الذي يحكم بيننا كما يحكم بين الخلائق جميعا فيما اختلفوا فيه.
قال ذلك، ثم أشار إلي أن أجلس إلى حلقتهم..
وقد فعلت.. ولكني لا أريد أن أبث إليكم الآن ما سمعته فيها لأني لا أرى أنها تنسجم مع عقولكم[117]..
2 ـ قداسة الأفعال الإلهية
قلنا: لقد عرفنا المدى الذي وصل إليه المسلمون في تقديسهم لذات ربهم.. فحدثنا عن موقفهم من تقديس أفعاله.
قال: في سوق من أسواق قم.. رأيت رجلا يلتف الناس حوله، وقد سمعتهم يطلقون عليه لقب (مؤمن الطاق)[118]، فهرعت معهم إليه، لأسمع ما يقول.
[117] أشير هنا إلى مدرسة أهل الحديث والتي قعد قواعدها ابن تيمية وغيره، قد كنت ذكرت تفاصيل آرائها في الطبعة السابقة، لكني عدلت عن ذكرها هنا، لأنا شرطنا في هذه السلسلة الجديدة ألا نذكر إلا ما يتوافق فيه المنقول مع المعقول، وآراء أهل الحديث في هذه المسألة تصطدم مع كليهما.
[118] أشير به إلى أبي جعفر الاَحول، الصيرفي، الكوفي، وهو حمد بن علي بن النعمان بن أبي طريفة البجلي بالولاء (ت 160 هـ)، المتكلّم المناظر الفقيه الملقب بمؤَمن الطاق، أو (صاحب الطاق) ، وإنّما سمّي بالطاق لاَنّه كان صيرفياً في (طاق المحامل) من أسواق الكوفة.
وكان رأساً في العلم والعمل، ثقة، كبير الشأن.. صحب الاِمام جعفر الصادق، وأخذ عنه العلوم والمعارف، وروى عنه، كما عدّ من أصحاب الاِمام موسى الكاظم.
وكان من أحذق أصحاب الصادق، ومن أحبّ الناس إليه، وقد صحّ عنه أنّه كان يقول: (أربعة أحبّ الناس إليّ أحياءً وأمواتاً: بُريد بن معاوية البجلي، وزرارة بن أعين، ومحمد بن مسلم، وأبو جعفر الاَحول)
كان أبو جعفر كثير العلم، متفوّقاً في معارفه، قوياً في حجته، تعددت فيه نواحي العبقرية والنبوغ، فهو عالم بالفقه والكلام والحديث، ذكره ابن النديم، فقال: (كان حسن الاعتقاد والهدي، حاذقاً في صناعة الكلام، سريع الخاطر والجواب)
وكان يتمتع بشخصية فذة، ذا فهم ثاقب وفطنة وذكاء، وكان معروفاً بعلم الكلام وقوة الحجّة، وكثرة المناظرة وخاصة في مسألة الاِمامة، حيث كان محبّاً لاَهل البيت منقطعاً إليهم، مجاهراً ـ برغم قسوة الظروف وجور الحكام ـ في القول بفضلهم، وكان يتفوّق دائماً في مناظراته لما عُرف به من سرعة الجواب، وقوة العارضة، وقد ذكر له ابن النديم والخطيب البغدادي وغيرهما عدة مناظرات، فمن أرادها فليرجع إلى كتبهم.
وننبه إلى أن بعض خصومه نسبوا إليه جملة من الاَقوال والآراء التي لا تليق بعقيدته وشأنه كزعمهم بأنّه كان من المشبهة، وانّه كان يقول: إنّ اللّه تعالى إنّما يعلم الاَشياء إذا قدرها، والتقدير عند الارادة، وللاِرادة فعل، إلى غير ذلك من المزاعم التي هو منها بريء، والتي لم تثبت.. وإنما ذكرناه هنا لأجل بيان فضله وتنزيهه مما نسب إليه.
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 262