نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 253
خارجتان عن ماهية الجسم عارضتان عليها، وأما وجودالجسم وكونه ليس مغايرا لوجوده وكونه في الآن الأول، بداهة أنه ليس له وجودان في آن واحد، أحدهما وجوده، والثاني وجوده في ذلك الآن، بل ليس له إلا وجود واحد، فتبدله في الآن الثاني هو انعدام وجوده في الآن الأول ووجود وجود آخر له.. وهكذا في الآنات المتوالية إلى آخرها، وإن كان لوجوداته في الآنات المتوالية صورة متصلة ويقال له جسم واحدباعتبارها، كما أن الصورة الاتصالية للحركة تقتضي إطلاق حركة واحدة عليها من أولها الى آخرها.
وهذا كله يؤدي إلى أن الجسم لا يزال حادثا يتجدد حدوثه في كل آن، والحادث في كل آن غير الحادث في الآن المتقدم عليه.
وبهذا كله يثبت استحالة كون الجسم واجب الوجود، فواجب الوجود تعالى ليس بجسم بالضرورة، لأنه يمتنع عليه العدم، ومنه وجود جميع الموجودات، وهو مكون جميع الكائنات.
قال الرجل: عرفت البرهان الثالث.. فهات البرهان الرابع.
قال ابن طاووس: البرهان الرابع هو ما ورد في النصوص المقدسة الكثيرة من نفي كل مستلزمات الجسمية عن الله.. والتي سنعرف بعضها عند الحديث عن تنزيه الله عن المحل الزماني والمكاني.
قال الرجل: فما تقول فيمن وقع في التجسيم.. هل تكفره.. أم تراك تكتفي بتبديعه؟
قال ابن طاووس: لا هذا، ولا ذاك.
قال الرجل: كيف ذلك، وأحسنهم حالا من يقول بتبديعك، وتبديع من يقول بقولك؟
قال ابن طاووس: أنا لا أجرؤ على تكفير مسلم أو تبديعه لرأي رآه، أو اعتقاد اعتقده أداه إليه اجتهاده.. هكذا علمنا نبينا.. وهكذا علمنا ورثته من بعده.
الزمان:
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 253